كلمة بمناسبة مولد الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف في قريّة التويثير 1435 هـ

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام

كلمة بمناسبة مولد الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف في قريّة التويثير 1435 هـ

2016/09/14 11911

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة وأزكّى التسليم على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

المهديُّ خليفةُ الله:

"المهدي خليفةُ الله"[ [1] ]، هكذا وردَ عن رسول الله صلى الله عليه وآله، والإمام المهدي هو الذي بَشّر به رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه "يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً". [ [2] ]

إنّ إمتلاء الأرض بالقسط والعدل شيءٌ لم يتحقق قبله، وما من زمانٍ مرّ على البشريّة وظهرَ فيها الحقُّ والهُدى في مكانٍ إلّا وظهر الغيُّ والضلالُ في مكانٍ آخر، وفي زمان بعثة المصطفى صلّى الله عليه وآله،أظهرَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله الحقَّ والعدلّ في منطقةٍ من الأرضِ ولكن بقيت بلادُ الهند والسند والصين وأكثر بلاد أوربا لَم يظهر فيها الحقُّ والعدل.

الهدف من بعثة الأنبياء:

لماذا أرسل اللهُ الرسل؟ ولماذا أنزل الكتب والبيّنات؟ قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) سورة الحديد: الآية 25.

الحكمةُ التي من أجلها أرسلَ اللهُ جميع الرسل و التي من أجلها أنزل جميع الكتب هي أن يقومُ الناس بالقسط، وهذه الحكمة و الغاية تتحقّقُ على يدِّ الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف على أكمل وجه. "ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً"،كما تقتضيه الرواية المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، "وليقوم الناس بالقسط" كما تقتضيه الآية.

ولا خِلاف بين المسلمين في أنّ المهدي يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وإنمّا وقع الخلاف في تحديد هويّة المهدي، من هو؟ إبن من؟ فالذي عليه الشيعة أنار الله برهانهم أنّ المهديَّ هو إبن الإمام الحسن العسكري(ع) ولد سنة 255 هــ، وأمّا غير الشيعة فقد إختلفوا فيه، وحيث أنَّ قول الشيعة يعني أنّ الإمام المهدي في زماننا له من العمر أكثر من ألف سنة، صار هذا سبباً لتشنيع غيرنا علينا في قولنا بإمامة رجلٍ له من العمر أكثر من ألف سنة! بل صاروا يسخرون منّا في هذا القول وهذا الإعتقاد.

وهذه السخرية في الحقيقة مَردّها إلى السخرية بقدرة الله سبحانه، وأنّ الله لا يتمكن أن يبقي إنساناً حيّاً أكثر من ألف عام، وإلّا فما معنى هذه السخرية؟ نحنُ لا نقول إن المهدي أبقى نفسهُ حيّا، بل إنَّ الله أبقاه، فالّذي يُنكر علينا هذا يُنكر على قدرة الله سبحانه ويتهم الله بالعجز من أن يُبقي أحداً حيّاً أكثر من ألف سنة.

شواهدُ على العمر الطويل:

ولا ندري ماذا يصنعُ هذا المستهزئُ من المسلمين بنوحٍ عليه السلام، فإنّ نوحاً عليه السلام قد إمتدّت مدة دعوته ألف سنةٍ إلّا خمسينَ عاماً [[3]] ، أي 950 سنة. كم عمر نوح عندما بدأ الدعوة؟ لا ندري!  [[4]]  إن كان عُمره عندما بدأ الدعوة ألف عام فمعنى هذا أنه عاش 1950 سنة، وإن كان عُمُره خمسين عاماً فمعنى هذا أنّه عاش ألف سنةٍ، فالّذي يسخرُ من الشيعة في قولهم ببقاء المهدي أكثر من ألفِ سنةٍ فهو يسخرُ من القرآن لأنّه أثبت أن نوحاً عليه السلام بقي في قومه 950 سنة.

ثمّ ماذا يصنعُ بالخضر عليه السلام وقد ثَبت عند المسلمين جميعاً أنّ الخضر عليه السلام قد مُدّ في عمره إلى أن أدرك رسول الله صلّى الله عليه وآله. فكم عاش الخضر؟ في هذا خلاف فبعضهم يقول أنه عاش 3500 سنة. هل الخضر باقٍ إلى اليوم أم لا؟ أهل السنة مختلفون في هذا وجمهورهم – يعني أكثر أهل السنة- يقولُ إن الخضر لا يزال على قيد الحياة [[5]]. فإن كان عاش ما قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 3500 سنة ومنذ زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى اليوم 1435 سنة (إشارةً للسنة التي أُلقيت فيه الكلمة)، فهذا يعني أنّ الخضر له اليوم خمسة آلاف سنة، فأيّنا أولى بالإستهزاء؟ طبعاً نحنُ لا ننكر هذا، بل نقولُ إنّ من يسخر من القول ببقاء المهدي 1200 سنة، فإنّه في الحقيقة يسخر من بقاء الخضر 5000 سنة أكثر.  

هذا رأي جمهور أهل السنة أن الخضر باقٍ، ونزرٌ منهم – وشذّ منهم- من قال أن الخضر ليس بباقٍ اليوم ولكنّه بقي الى زمان رسول الله صلى الله عليه وأله 3500 سنة. فما يقولونهُ عن قولنا ببقاء المهدي عجّل الله فرجهُ يجري على قولهم ببقاء الخضر عليه السلام فهذا رجلٌ ثانٍ مدّ الله في عمره.

المثال الثالث هم أصحاب الكهف، فإنّ الله سبحانه ضرب عليهم في الكهف ثلاثمائة سنين وازدادود تسعاً [[6]]. وحال أصحاب الكهف ليس كحال المهدي عجّل الله فرجه لأنّ الشيعةَ يقولون أن الله سبحانهُ وتعالى قد مدَّ في عُمْرِ المهدي عجّل الله فرجهُ ولكنّهُ يعيش بين الناس، ويشهدُ الحجّ كما يشهد الناس الحجّ، ويمشي في الأسواق، فهو يعيشُ كما يعيشُ آحادُ الناس، يأكلُ ويشربُ وأمّا أصحاب الكهف فقد ضُرب عليهم في كهفهم فلا أكل ولا شُرب. فإذا كان الذي يَسخر من بقاء المهدي 1000 سنة يسخرُ أنّ هذه حالةٌ مخالفةٌ لما جرت عليه العادة، فأصحابُ الكهف حالتهم أكثر مخالفةً لما جرت عليه العادة، فإولئك عنده أولى بالسخرية!

والمثال الرابع والخامس هو يُونس عليه السلام وحُوتُه. وقصّةُ يُونس عليه السلام أنّه خرج مع قومه في سفينةٍ و بعدما مضت السفينةُ قليلاً في البحر أُبتليت بريحٍ عاتية، وأهلُ السفينةِ أصابهم القلقُ أنّ الذين في السفينة أكثرَ مما تتحمل السفينة فيجب أن نرمي ببعضهم في البحر حتّى لا تغرق السفينة. فأجروا قرعةً فأصابت يونس عليه السلام، فاتخذوا القرار بأَن يُرمى يونس عليه السلام في البحر ورموا به في البحر وصار في بطن الحوت (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ) سورة الصافّات الآية: 142.

فهو لا يعيشُ في وضعٍ كما يعيشُ آحادُ الناس في المُدن، يذهبون ويجيئون ويمشون في الأسواق ويأكلون ويشربون، بل كان يعيشُ في بطن الحوت. لم يكن كأصحاب الكهف حتّى الذّين عاشوا على الأقل في ظروفٍ تسمحُ بالتنفس، ويوجدُ بها أكسجين، ولا يوجدُ بها ظروفٌ تُوجبُ إنصهارهم، ولا توجدُ مواد كيمائية تُحرقهم في الكهف.  وأمّا يونس عليه السلام فقد كان في بطن الحوت، والحوتُ له معدةٌ تُفرزُ عصارةً تهضمُ اللحم، وبدنُ يونس عليه السلام مكونٌ من لحمٍ وعظم، وعصارة معدة الحوت بمقتضى الطبيعة تهضم لحم يونس عليه السلام، ومع ذلك فإنّ يونس عليه السلام لم يبقى يوماً ولا يومان ولا ثلاثة، و لا نريدُ هنا أن نتكلم عن المدّة  التي بَقيها يونسُ في بطن الحوت، فهي واردةٌ في الروايات وتوجدُ في بعض الروايات أنّه بقي في بطن الحوت 40 يوماً، بل نريدُ أن نتحدث في حقيقةٍ أثبتها القرآن الكريم وهي قولهُ تعالى: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) سورة الصافّات: الآية 143 - 144. 

ومَعنى هذا أَنَّ الحُوت سيبقى إلى  يوم يبعثون، وأنّ يونس سيبقى في بطن الحوت إلى يوم يبعثون، فإذاً هما مثالان لا مثالٌ واحد: المثال ألاول هو يونس عليه السلام والمثال الثاني هو حوتُ يونس عليه السلام، كانا سيبقيان إلى يوم يبعثون! فإّّذاً الذي يسخرُ من بقاء المهدي عجّل الله فرجه الشريف يسخر من بقاء يونس عليه السلام وحُوته إلى يوم يبعثون أكثر؛ لأنّ هذا أعجب وأكثرُ مُخالفةً لما تقتضيه العادةُ، ولا أدري إذا كان من يُنْكِرُ بقاء المهدي ألفاً ومئتي عام أو أكثر من ذلك إنما يستند في ذلك إلى أن هذا مخالفٌ للعادة، فبأي معجزةٍ يؤمن؟ وهل المعجزات إلَّا ما خالف العادات؟! فإذاً هو ينكرُ جميع مُعجزات الأنبياءِ! وبأي كرامةٍ يؤمن؟ وهل الكرامة إلّا ما خالف العادة وجرت على يد وليٍّ؟! وإنمّا الفرق بين المعجزة والكرامة أنّ المعجزة ما جرى مما كان مخالفاً للعادة على يد مُدعٍ للنبوة والكرامةُ ما جرى مما هو مخالف للعادة على يدِّ وليٍّ غير مدعٍ للنبوة. فإذا كان يُنكرُ ما كان مخالفاً للعادة، فَحَريٌ به أن يُنكر المعجزات والكرامات، فهل يتجرأ مسلم ٌ أن ينكر المعجزات وقد أثبتها القرآن الكريم في مواضع وأن يُنكر الكرامات وقد دلّت عليه مضافاً إلى الايات القرآنية والروايات المتواترة عند جميع المسلمين، دلّت عليها إجماعات المسلمين أيضا؟!

فَعُمُرُ المهدي وان شنع علينا المشنعون إلا أنّه شيءٌ مما تقتضيه قدرة الله سبحانه ومن يؤمن بأن الله على شيء قدير،فلا يَسعهُ أن يشكك في عمر المهدي عجل الله فرجه الشريف والحمد لله رب العالمين.

 

[1] ورد الحديث من طرق الشيعة ومن طرق غيرهم، فقد أوردهُ أحمد بن حنبل في مسنده في باقي مسند الأنصار من حديث ثوبان حيث قال حدثنا وكيع عن شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم: "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي". وأورده كذلك إبن ماجة في سننه قال: حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قالا حدثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي"، وقال أبو الحسن الحنفي الشهير بالسندي في حاشيته على سنن إبن ماجه: "أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده وأبو نعيم في كتاب الهدي من طريق إبراهيم بن سويد الشامي (خليفة الله المهدي ) كذا ذكره السيوطي ، وفي الزوائد كذا إسناده صحيح رجاله ثقات ورواه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح على شرط الشيخين". وقد أوردهُ الحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب الفتن والملاحم وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". وقد إعترف ابنُ كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم بأنّ الإمام المهدي عليه السلام هو من الخلفاء الذين بشّربهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: "وسيوجد بقيتهم فيما يستقبل من الزمان حتى يكون منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة فيه كما سيأتي بيانها وبالله المستعان وعليه التكلان، وقد نص على هذا الذي بيناه غير واحد كما قررنا ذلك".

الرابط الإلكتروني:

http://islamport.com/w/tkh/Web/394/5.htm

 

[2]  ورد الحديثُ بألفاظٍ شتّى وفي موارد مُتعددة، ومنها ما جاء في مسند أحمد بَاقِي مُسْنَدِ الْمُكْثِرِينَ الحديث رقم ( 10828) قال حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ   حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي الْجُهَنِيَّ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدًا الْعَمِّيَّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ  قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ: "يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا" وكذلك الحديث رقم (10920) حيث قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا". وجاء في  تحفة الأحوذي لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري في شرحه على سنن الترمذي-كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في باب ما جاء في المهدي قولهُ: " اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره ، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل من بعده فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته ، وخرج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم أبو داود والترمذي وابن ماجه والبزار والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي وابن عباس وابن عمر وطلحة وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنهم وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيح وحسن وضعيف، وقد بالغ الإمام المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون المغربي في تاريخه في تضعيف أحاديث المهدي كلها فلم يصب بل أخطأ" ثم أورد عن القاضي الشوكاني قوله في كتاب الفتح الرباني: " الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثا وثمانية وعشرون أثرا ثم سردها مع الكلام عليها ثم قال وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع ، انتهى".

[3]  إشارةً إلى قوله تعالى: (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فَلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلَّا خمسين عاماً فأخذهُمُ الطُّوفان وهم ظالمون) سورة العنكبوت: الآية 14

[4]  قال الطبري في تفسيره (ج18 ص370) في تفسير الآية 14 من سورة العنكبوت:  "وذُكر أنه  ( أي نوحٌ عليه السلام)  أُرسل إلى قومِه وهو ابنُ ثلاثِمائةٍ وخمسين سنةً. كما حدَّثنا نصرُ بنُ عليٍّ الجَهْضَمِيُّ، قال : ثنا نوحُ بنُ قيسٍ ، قال : ثنا عونُ بنُ أبي شَدَّادٍ، قال : إنَّ اللهَ أرسَل نوحاً إلى قومِه وهو ابنُ خمسين وثلاثِمائةِ سنةٍ ، فلَبِث فيهم ألفَ سنةٍ إلا خمسين عاماً ، ثم عاشَ بعدَ ذلك خمسين وثلاثَمائةِ سنةٍ".

[5]  قال النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ج15 ص133-134، كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام، تحقيق خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، الطبعة السابعة عشر، 1430هـ - 2009م: "جمهور العلماء على: أنه حي موجود بين أظهرنا. وذلك متفق عليه عند الصوفية، وأهل الصلاح، والمعرفة، وحكاياتهم في رؤيته، والاجتماع به، والأخذ عنه، وسؤاله وجوابه، ووجوده في المواضع الشريفة، ومواطن الخير، أكثر من أن يحصر، وأشهر من أن يستر. وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء، والصالحين، والعامة معهم في ذلك. قال: وإنما شذَّ بإنكاره بعض المحدثين".

[6]  (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) سورة الكهف: الآية 25


التالي السابق