١١ جمادى الآخرة ١٤٤٤هـ || النجف الأشرف
الشيخ علي الجزيري | درس ليلة الخميس 11 جمادى الآخرة 1444 هــ - الموافق 4 يناير 2023م
اليوتيوب: • الشيخ علي الجزيري || ١١ جمادى الآخرة...
00:00 طرح الأسئلة
04:00 حديث: (الحسنُ والحُسينُ سيِّدَا شبابِ أهلِ الجنَّةِ وأبوهما خيرٌ منهما) اللفظ الأول من الحديث منقولٌ بالتواتر، واللفظ الثاني واردٌ بسند حسن، ومعناه متفقٌ عليه، ومقطوعٌ به. حديثٌ قطعي الصدور وفيه دلالةٌ عظيمة على فضل الحسنين (ع) وأنهما أفضل أهل الجنة. ليس الحديث ناظراً لسنهما (ع) عند صدور الحديث ولا عند شهادتهما (ع). للسيد – في فهم العرب – صفات ولوازم، ومنها أن يكون خيراً من قومه، وأصل الكلمة بمعنى المولى. رأي القوم في التصريح بتفضيل النبي (ص) على بعض الأنبياء (ع) كيونس (ع) وموسى (ع). ذكره المخالفون في فضل النبي (ص) على سائر بني آدم أجوبةً بعضها متفق عليها، وبعضها جيّد، ومما استدلّوا به قوله (ص): (أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ) كما في مسلم و (أنا سيد القوم يوم القيامة) كما في البخاري، وهذه الكلمة بنفسها وردت في فضل الحسنين (ع)، فأين إلتزامكما بتفضيلهما على من سواهما؟!! ورد الدليل القاطع على استثناء النبي (ص) أمير المؤمنين (ع) من هذا العموم، والفريقان متفقان على ذلك، ولا يصح رفع اليد عن هذا العموم إلا بحجة قاطعة، والحجة القاطعة ينبغي أن يتوفر فيها شروط المحاجة والمخاصمة. إجماع القوم على تفضيل أحد لا يصحّ في مقام المحاجة والمخاصمة؛ لأن إجماعهم لا قيمة له عندنا. لا يصح للقوم أن يحتجّ بروايات التفضيل الواردة عندهم؛ لأننا لا نعتمد أحاديثهم. من المطاعن على حديث العشرة المبشرين بالجنة: أنهم يستثنون الحسن (ع) والحسين (ع) وهما سيدا شباب أهل الجنة، ناهيك عن اسثتناء بعض الصحابة مثل عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري. يدل الحديث كذلك على بطلان إمامة من تقدمهما، إلا أن يقولوا بمقالة المعتزلة، وهم يسعون للقول بخلافها. تلفيق الأحاديث لمعارضة الحديث، والركاكة فيها تفضحها، ودليل بطلانها في بطنه، وقد صرح بعض علمائهم بوضعه.
42:50 كلام الفيض حول التفاضل بين الباطن والظاهر والولي والنبي نص الكلام: " والولايه باطن النبوه ، والإمامه والنبوه باطن الرساله ، وباطن كل شيء أشرف وأعظم من ظاهره، لأن الظاهر محتاج الى الباطن ، والباطن مستغن عن الظاهر ، ولأن الباطن أقرب الى الحق فكل مرتبه من المراتب المذكوره أعظم من لاحقتها وأشرف .وأيضاً فإن كلاً من النبوه والولاية صادره عن الله تعالى ، ومتعلقه بالله ، وكلاً من الرساله والإمامه صادره عن الله ومتعلقه بعباد الله ، فيكون الأوليان أفضل .وأيضاً كل من الرساله والإمامه متعلق بمصلحة الوقت، والنبوه والولايه لا تعلق لهما بوقت دون وقت ، ومع ذلك كله فليس يجب أن يكون الولي أعظم من النبي ولا من الرسول ولا من الإمام، ولا النبي أعظم من الرسول ، بل الأمر في الكل بالعكس في ولي يتبع نبياً أو رسولاً أو أماماً ، أو نبي يتبع رسولاً ، لأن لكل من النبي والإمام مرتبتين ، وللرساله ثلاث مراتب ، وللولي مرتبه واحده . فمن قال : إن الولي فوق النبي فإنما يعني بذلك في شخص واحد ، بمعنى أن النبي من حيث إنه ولي أشرف منه من حيث إنه نبي ورسول .وكذا الإمام من حيث إنه ولي أشرف منه من حيث إنه أمام ،كيف يكون الولي أفضل من النبي مطلقاً ، ولا ولي إلأ وهو تابع لنبي أو إمام ، والتابع لا يدرك المتبوع أبداً ، فيما هو تابع له فيه ، إذ لو أدركه لم يكن تابعاً ؟نعم قد يكون ولي أفضل من نبي ، إذا لم يكن تابعاً له ، كما كان أمير المؤمنين " عليه السلام " أعظم من جميع الأنبياء والأولياء بعد نبيناً " صل الله عليه واله " وكذا أولاده المعصومون " عليهم السلام " . الجواب: كلامه مشتمل على كلمات لم ترد في الشرع ونحن لا نشجع على العبارات التي تنسج وليس لها أصل في الشرع، وإنما نصف الله وحججه بما جاء في لسان الشرع. هذه المعاني توهم أموراً لا نلتزمها، وصاحبها أعرف بما قال.