كيف تطلب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام شيئاً من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يعطيها إياه؟

إن رسول الله ص لما كان عارفا بفاطمة وبقدرها وبفقهها عرف الغرض من طلبها للخادم، وأنّ الغرض منه التفرّغ للعبادة، فلما كان هذا هو الغرض من طلب الخادم، فَتَحَ لها باباً للعبادة يكون أفضل من ذلك الخادم، وبالنتيجة تكون تلك العبادة أفضل من العبادات التي تتيسر لها صلوات الله عليها إذا وجد عندها الخادم.

وللتوضيح فلنفرض مثلاً أنها لو  وُجدت عندها إمرأة تخدم، ستتفرغ صلوات الله عليها لصلاة جعفر مثلا، وهي صلاة بكيفية خاصة، فعلّمها رسول الله صلى الله عليه وآله عبادةً إذا أتت بها نالت من الثواب أكثر من صلاة جعفر، ولولا ذلك لما صحّ أن يقول: "فأنها" – أي التسبيحات- "خيرٌ لكما من خادم!"[1]؛ لإنّه لا يصح أن يُقارن بين المادي الدنيوي وبين العبادي الأخروي الذي له ثواب لا عين رأته ولا خطر على قلب بشر، فلا بد أن يكون الذي طلبته فاطمة شيئاً مرتبطاً بالآخرة، وحيث أنّه كذلك، فقد أعطاهما رسول الله صلى الله عليه وآله شيئاً يرتبط بالآخرة وهو التسبيحات التي تعرف بتسبيحات الزهراء (ع).

[1]  الصدوق، من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 320، البخاري،  الجامع الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة،  باب مناقب [الإمام]علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن [عليه السلام].