هل تدل الفتوحات على صلاح الفاتحين؟

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام
عنوان السؤال: هل تدل الفتوحات على صلاح الفاتحين؟
ابو كرار 2018/04/05 964

هل تدل الفتوحات على صلاح الفاتحين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل تدل الفتوحات على صلاح الفاتحين؟



لعلك سمعت كثيرا من الناس يحتجون على صلاح الفاتحين بفتوحاتهم، وهذه حُجّةٌ داحضةٌ و استدلال فاسد يُبطله القرآن و الصحيحان.

أمّا من القران فآياتٌ نذكر منها ثلاثا:
الاولى: قوله تعالى ﴿فَليُقاتِل في سَبيلِ اللَّهِ الَّذينَ يَشرونَ الحَياةَ الدُّنيا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقاتِل في سَبيلِ اللَّهِ فَيُقتَل أَو يَغلِب فَسَوفَ نُؤتيهِ أَجرًا عَظيمًا﴾ [النساء: ٧٤].
فالموعود بالأجر العظيم ليس كل فاتح لشيءٍ من البلاد ولا كل مقاتل في جيشٍ للمسلمين، بل الموعود بالأجر هو من قاتل في سبيلِ الله خاصة.

والثانية: قوله تعالى: ﴿إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾ [المائدة: ٢٧]

و الثالثة: قوله تعالى ﴿قُل أَنفِقوا طَوعًا أَو كَرهًا لَن يُتَقَبَّلَ مِنكُم إِنَّكُم كُنتُم قَومًا فاسِقينَ﴾[التوبة: ٥٣]

فَمَن لم يكن من المتقين، ومَن كان من الفاسقين فلا يُقبل منه أي عمل.

و أما من الصحيحين فأحاديث نذكر منها ثلاثة:
الحديث الأول: هو أول حديث في صحيح البخاري (إنما الاعمال بالنيات).
و الحديث الثاني ما في الصحيحين: سؤل رسول الله صلى الله عليه و آله عن الرجل يقاتل شجاعة و يقاتل حمية و يقاتل رياء: أي ذالك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا فهو في سبيل الله).
والحديث الثالث: ما في الصحيحين أيضا: (وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).

فمن احتج على صلاحِ أحدٍ بأنه فتح بلادا، قُلنا له: إن الله لا يتقبل من الفاسقين و إنما يتقبل الله من المتقين، و المفروض أنّ فسق الفاتح وتقواه محل البحث و النظر، فإثبات تقواه بما يتوقف على إحراز تقواه دورٌ و مصادرةٌ على المطلوب.

ثم إن الفتح الذي له أجرٌ عند الله هو ما كان في سبيل الله، و كان لأجل ان تكون كلمه الله هي العليا، و النيّة من أفعال القلوب، فمِن أين علمت أنّه لم يفعل ذلك ليزداد نفُوذه و يتسع سلطانه، أو لتكثرم غانمه وأمواله  أو ليجمع جنوداً الى جنوده، فهل شققت عن قلب الفاتح لتعلم نيته، أو تزعم أنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، و الحمد لله رب العالمين.