حروب النبي -صلى الله عليه وآله- هجومية أم دفاعية؟! |
هل كانت حروب النبي -صلى الله عليه و آله- هجومية أم دفاعية ⁉️
الحروب التي خاضها رسول الله "صلى الله عليه و آله" ليست بذات ظروف واحدة ، بعض الحروب بدأ المسلمون باسترداد حقهم المالي الذي عند القرشيين في قافلة أبي سفيان ثم نتج عن ذلك معركة بدر ، فهذه ظروف اقتضت حرباً
هذه الظروف كيف تريد ان تصنفها ؟
تصنفها مثلاً بانها حرب ابتدائية او تصنفها بانها حرب استرداد حق ، هذه مسألة ترتبط بتصنيفك لها
هنا لا يوجد دعوة للاسلام ، هنا يوجد حرب فُرضت على المسلمين بعد ان استردوا شيئاً من اموالهم التي عند القرشيين
معركة أحد لا تحتاج و لا يحتاج كثير من المسلمين لمعرفة تصنيف هذه المعركة لأن مكان المعركة كفيل بتصنيفها و معرفة طبيعتها ، معركة أحد وقعت في المدينة في ظهر المدينة
معركة الأحزاب (الخندق) في المدينة فإذاً معركة الأحزاب ايضاً لا تحتاج الى تصنيف
معركة مؤتة التي استشهد فيها جعفر صلوات الله عليه ، و عبدالله بن رواحة و زيد بن حارثة هذه المعركة مكانها يبين طبيعتها
و لكن السؤال بعد معرفة تصنيف هذه المعارك (معرفة معركة تبوك و معركة مؤتة و معركة خيبر) فإنها معارك وقعت خارج المدينة ، اذاً المسلمون هم الذين تحركوا نحو موقع القتال ، لماذا ؟
سر ذلك يمكنك ان تكشفه من خطبة أمير المؤمنين "عليه السلام" { وَهَذَا أَخُو غَامِدٍ [وَ] قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنْبَارَ وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلُبَهَا وَقَلَائِدَهَا وَرُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ وَالِاسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ كَلْمٌ وَلَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ
وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزى قوم قط في عقر دارهم الا ذلوا }
فالحرب التي وقعت بين المسلمين و بين غير المسلمين في أماكن بعيدة عن المدينة يفسرها كلام أمير المؤمنين "عليه السلام" الذي جاء بعد نحو من خمس و عشرين سنة من رحلة رسول الله "صلى الله عليه و آله" الى الرفيق الأعلى
المسلمون كانوا في مكة ما حاربوا أحداً و لا خاضوا قتالاً ثم خرج رسول الله "صلى الله عليه و آله" الى المدينة و مضت سنة و أكثر و ما خاض المسلمون قتالاً حتّى جاءت السنة الثانية و قويت شوكة المسلمين فارادوا استرداد حقهم المالي فقوتلوا فقاتلوا ، ثم جاءت أحد فهُجم عليهم و غُزوا في عقر دارهم و دافعوا عن أنفسهم ، و هكذا الأحزاب ايضاً هُجموا و دافعوا عن أنفسهم ، و الحروب التي خاضوها بعيداً عن المدينة من الجائز ان لم يرد في ذلك نقل يُعتمد فيكفي التجويز العقلي ، من الجائز في العقل ان تكون هذه الحروب قد ابتدأ بها المسلمون لما يسمى في المصطلح الحديث حماية الأمن القومي ، دفاعاً عن بلادهم حتّى لا تُغزى من قِبل الأعداء المتربصين بهم و الذين يُعدون العدة و يهيئون الأسباب لأجل ذلك
______
الراجي عفو ربه
إبراهيم عبدالله المعيبد