الشيخ علي الجزيري: مناقشةٌ عقليّةٌ لمن يقولُ بأنّ أبا طالب (ع) مات مشركاً مقطعٌ مقتبسٌ من درسٍ قديم (لم نقف عليه بعد)"...
وأمّا هم [مشهور المخالفين]فقد كفّروا أبا طالب ولا أدري لو أنّ قارئاً للأحداث [كأن يكون من غير] أهل الإسلام وأراد أن يُحكّمَ عقلَهُ [في المثال الآتي فإلى ماذا ينتهي؟]:
لو أنّ رجلاً يسبُّ أباك، ويتنقّصه، أكُنت تُجلّه وتوقره وتعظمه وتذبُّ عنه وهو يسب أباك ويتنقصه حتى وإن كان يتنقص أباك في الخفاء؟!
لا أظنُّ أحداً من العُقلاء يفعلُ ذلك، فكيف بأبي طالبٍ وهو من أعظم العقلاء منزلةً ومكانةً -حتى بإعترافهم فهم لا يتّهمون أبا طالبٍ في رشده وفي عقله؟!هذا العاقلُ الحكيمُ الممقرُّ له بزعامة قريش والذي تُذعنُ له أعداؤه فضلاً عن أصدقائه وأحبائه، يذبُّ – ليس عمّن يتنقص أباه- بل يَذبُّ عمّن يتنقّصُ آلهته [بزعم مشهور المخالفين]، ويدافعُ عنه ويحميه من قومه وممن هم على شاكلته ويوافقونه في دينه! هذا غير معقولٍ، وحدّث العاقل بما لا يليق فإنّ صدّق فلا عقل له.
فالذي تقتضيه طبيعة الأمور أنّ الإنسانَ لا يُدافعُ عمّن يتنقص آلهته، فكيف بمن يريدُ محو آلهته، وطمس ذكرها، وهدمها، ويسفهها، ويدعوا الناس إلى تركها، لا يفعل هذا عاقلٌ، فموقفُ أبي طالب في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وآله وهو أمرٌ قد ثبت بالتواتر لا يُقرّه عاقلٌ مع الإلتزام بأنّ أبا طالب كان مشركاً.
وكيف كان، فالشيعةُ مُجمعون على أنّ أبا طالب من أعلى المؤمنين قدراً، وأجلّ الصحابة منزلةً، والقومُ لا نقول بأنهم مُجمعون وإنما نقول جمهورهم على أنّ أبا طالب مات مشركاً: إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي * وعند الله تجتمعُ الخصومُفنحنُ نلقى الله محسنين الظن بهذا العبد الصالح، معتقدين فيه هذا الإعتقاد ويلقون الله بمقالتهم، والله سبحانه هو الحكم والحمد لله أولاً وآخراً".
مقطعٌ مقتبسٌ من درسٍ قديم (لم نقف عليه بعد) "...
وأمّا هم [مشهور المخالفين]فقد كفّروا أبا طالب ولا أدري لو أنّ قارئاً للأحداث [كأن يكون من غير] أهل الإسلام وأراد أن يُحكّمَ عقلَهُ [في المثال الآتي فإلى ماذا ينتهي؟]:
لو أنّ رجلاً يسبُّ أباك، ويتنقّصه، أكُنت تُجلّه وتوقره وتعظمه وتذبُّ عنه وهو يسب أباك ويتنقصه حتى وإن كان يتنقص أباك في الخفاء؟!
لا أظنُّ أحداً من العُقلاء يفعلُ ذلك، فكيف بأبي طالبٍ وهو من أعظم العقلاء منزلةً ومكانةً -حتى بإعترافهم فهم لا يتّهمون أبا طالبٍ في رشده وفي عقله؟! هذا العاقلُ الحكيمُ الممقرُّ له بزعامة قريش والذي تُذعنُ له أعداؤه فضلاً عن أصدقائه وأحبائه، يذبُّ – ليس عمّن يتنقص أباه- بل يَذبُّ عمّن يتنقّصُ آلهته [بزعم مشهور المخالفين]، ويدافعُ عنه ويحميه من قومه وممن هم على شاكلته ويوافقونه في دينه! هذا غير معقولٍ، وحدّث العاقل بما لا يليق فإنّ صدّق فلا عقل له.
فالذي تقتضيه طبيعة الأمور أنّ الإنسانَ لا يُدافعُ عمّن يتنقص آلهته، فكيف بمن يريدُ محو آلهته، وطمس ذكرها، وهدمها، ويسفهها، ويدعوا الناس إلى تركها، لا يفعل هذا عاقلٌ، فموقفُ أبي طالب في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وآله وهو أمرٌ قد ثبت بالتواتر لا يُقرّه عاقلٌ مع الإلتزام بأنّ أبا طالب كان مشركاً.
وكيف كان، فالشيعةُ مُجمعون على أنّ أبا طالب من أعلى المؤمنين قدراً، وأجلّ الصحابة منزلةً، والقومُ لا نقول بأنهم مُجمعون وإنما نقول جمهورهم على أنّ أبا طالب مات مشركاً:
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي * وعند الله تجتمعُ الخصومُ فنحنُ نلقى الله محسنين الظن بهذا العبد الصالح، معتقدين فيه هذا الإعتقاد ويلقون الله بمقالتهم، والله سبحانه هو الحكم والحمد لله أولاً وآخراً".