هل يجوز أو لا يجوز أَن أقول (يا علي) بدل قول يا الله ؟
تاريخ المقطع: 24 جمادى الأول 1437 هـ - 4 مارس 2016م
يُوجد هنا جوازان: جواز عقديٌ وجواز فقهي :
الجواز العقدي يعني هل هذا يُوجب الشرك أم لا يوجب الشرك ؟ وهذا سؤالٌ عن الجواز العقدي.
والجواب عن هذا أنّ حُكم هذا من ناحية الإيمان والشرك يختلفُ باختلاف النيّة، وهذا لا يختصُّ بهذه المسألة، بل حتى قولك لولدك أحضر الماء -طلبك الماء من ولدك- قد يكون شركاً، وقد يكون كُفراً بالله، وقد لا يكون شركاً ولا كُفرا بالله ، بل يختلف باختلاف النيّة:
الحالة الأولى:
إن اعتقدت أن ولدك قادرٌ بذاته على أن يُحضرَ لك الماء من غير أن تكونَ قوّته مِن الله سبحانه وتعالى وكنتَ لا تعتقدُ بأن الله له حولٌ ولا قوةٌ، وتعتقدُ أنّ ولدك له الحولَ والقوّة، فمن يفعل هذا فهو كافر .
الحالة الثانية:
وأما من اعتقد أن لله حولاً وقوةً ولكنّه في نفس الوقت يعتقدُ أنّ ولده أيضا له الحولُ والقوّة أن يُحضر الماء بحولٍ وقوةٍ من نفسه، فهذا مشرك.
الحالة الثالثة:
وأما إذا كنت تعتقدُ أنّ ولدك ليس له من تلقاء نفسه حولٌ ولا قوةٌ، ولكنّ الله سبحانه مكّنه، وأنت تقول له أحضر الماء يعني: بالقوة التي التي وهبك الله إياها، فهذا لا كُفر ولا شرك.
ومثل هذا الحكم بأقسامه وبشقوقه ينطبقُ على قول القائل (يا علي):
فإن كان يعتقدُ أن علياً عليه السلام له الحولُ والقوّة وأنّ الله لا حول له ولا قوة، فهذا كافرٌ والعياذُ بالله ونجسٌ.
وإن كان يعتقد أن علياً عليه السلام له الحول والقوّة بذاته وأن الله أيضا له الحولُ والقوّة، فهذا مشركٌ ونجسٌ.
وإن كان يعتقدُ أنّ الله سُبحانه مكّن علياً أن يُعينه فـإنّ (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) سورة الجمعة: الآية 4
نعم أعلمُ أنّ بعض الناس تضيقُ نفوسهم إذا ذكر عليٌ بخيرٍ، لكنّ هذا ليس مبرراً لي أن أنكر فضل الله على علي عليه السلام، فيختلف باختلاف النية في عليٍ وفي غيره لا خصوصية لعليٍ عليه السلام ولا خصوصية للحيّ دون الميّت ولا للميّت دون الحيّ.
https://youtu.be/4G3U2Bs1Fis