ما هو الردُّ على من أشكل في الدعاء المتضمن عبارة " يا محمد يا علي انصراني فإنكما ناصران"؟
تاريخ المقطع: 14 جمادى الثاني 1437 هـ - 24 مارس 2016م
أما انصراني فإنكما ناصران، فقد أجبنا عن هذا ربما في الأسبوع الماضي وقلنا أنه :
1- إن كان القائل قال هذه الكلمة يعتقد أنهما قادران على نُصرته بقوةٍ من عند نفسيهما، فهذا يعتقد بألوهية المتعدد، يعتقد بإلهٍ مع الله، وهذا مشركٌ، ولكني أتيقن أنه لا يُوجد أحدٌ من أهل القبلة يعتقد هذه العقيدة، فإنّ أهل القبلة يصدحون ليل نهار (أشهد أن لاإله إلا الله) في اليوم الواحد -ما من أحد من أهل القبلة إلا ويشهد بهذه الشهادة-عشرات المرات، أفيُظنُّ بهؤلاء أن يكون في اعتقادهم أنه يوجد مؤثر في الكون غير الله سبحانه؟ والمسلمون يقولون (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فإذاً إن كان يعتقد أنهما ينصران بقوة أنفسهما، فهذا شركٌ، ولكننا نجزمُ أنّه لا يوجد في المسلمين من يعتقد هذه العقيدة.
2- وإن كان يعتقدُ أن الله مكنهما وأن الله سلّطهما، وأن الله أقدرهما على أن ينصرانه فإنّ (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ)[سورة الجمعة:4]، (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) [سورة النساء:54]، فإن كان يجحد أن الله فضّل رسول الله صلى الله عليه وآله وفضّل عليا عليه السلام فهذا يحتاجُ إلى أن يراجع عقيدته وليس أهلاً لتعليم الناس العقيدة. مَن كان يشك في فضل محمد بن عبدالله (صلّى الله عليه وآله) وكرامته عند الله، ومن كان يشك في فضل عليٍ عليه السلام وفي كرامته عند الله، فهذا ليس أهلا لتعليم الناس العقيدة.، بل يُقالُ له: تعلّم ثم تكلّم.
ولعلّه يريد أن يحتج بقوله تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ) [سورة ال عمران:126]، فإنّ الآية تنفي أن يكون النصرُ من غير الله سبحانه، ولكنّه يُقال له: عرفت شيئاً وغابت عنك أشياءُ.
القرآن الذي نفى النصر من عند غير الله قال أيضاً: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) [سورة الأنفال:72]، فإذا كان (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ) بالمعنى الغلط الذي فهمه، فكيف يكون علينا النصر (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [سورة محمّد صلّى الله عليه وآله:7]؟ هل اللهُ ناصرٌ أم منصورٌ؟!؟
فإنّ قال أنّ المقصود بنصرة الله نصرة دين الله، فلا بأس، إن تنصروا دين الله ينصركم إذا كان (وما النصر إلا من عند الله) نقول إذهب أنت وربك كما قال أولئك ؟!؟ معاذ الله ، هو (المستشكل) يُريدنا أن نقول كما قال أولئك (اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [سورة المائدة:24].
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ) [سورة يس:47]
من الذي يطعم؟ الله! هذا الفقير الله لم يطعمه، أنا أطعمه !؟! هذا شرك! هذا شرك، لأنّك تعتقدُ أنّ غير الله هو الذي يطعم! استقبل القبلة وتوجه إلى الله وقل يا الله أطعم فلانا الفقير، لا تأمرني أن أطعمه، فلا يدفع الزكاة لماذا ؟ لأنه يعتقد أن الزكاة شرك! كيف تكونُ الزكاةُ إطعاما للفقير والله هو الذي يُطعم ؟!؟
فالاستدلال بقوله تعالى (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ) على أنهما صلوات الله عليهما وآلهما لا ينصران بقوة الله هو استدلالٌ مبنيٌ على الجهل، ومن لم يكن عارفاً بهذه الأصول الأولية في الاستدلال، فلا يصلحُ أن يتصدّى لتعليم الدين، فكيف يتصدى بتخطئة ما عليه المؤمنون من علماء ومن غيرهم؟!؟
يقالُ له: أنت غير مؤهل في نفسك لمعرفة العقيدة، فكيف تكونُ مؤهلاً لتعليم العقيدة؟! ولتعليمها لمن!؟! للعلماء!!!