قول النبي صلى الله عليه وآله في ابنه الحسن عليه السلام: «اللهمّ إنّي أُحِبُّهُ، فأَحِبَّهُ وأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّه»

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام

قول النبي صلى الله عليه وآله في ابنه الحسن عليه السلام: «اللهمّ إنّي أُحِبُّهُ، فأَحِبَّهُ وأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّه»

2017/06/10 3799

قول النبي صلى الله عليه وآله في ابنه الحسن عليه السلام:

«اللهمّ إنّي أُحِبُّهُ، فأَحِبَّهُ وأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّه»

مقدمة درس الشيخ علي الجزيري حفظه الله ليلة 3 صفر 1438هـ  - 4‏/11‏/2016م


أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين، والّلعنُ الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله في الحديث الصحيح أنّهُ قال في ولده الحسن عليه السلام: «اللهمّ إنّي أُحبه، فأحبَّهُ وأَحبَّ من يُحبُّه» ([1]) وهذا من كَرَمِ الله سبحانه وتعالى، وكَرَمِ رسوله صلّى الله عليه وآله، فمَحبّةُ الحسن عليه السلام بابٌ واسعٌ من أبوابِ الجنّة، فمَن طابت نفسهُ بهذا الباب فهنيئاً له، ومن شحّ فإنمّا يشحُّ على نفسه، ومن شح على نفسه فإن له الأخرى، التي يقال لها: ﴿هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾.


فمَنْ رَغِبَ عن محبّة الحسن عليه السلام فقد رَغِبَ عن الجنّة، ومن رَغِبَ عن الجنّة،  ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾.


وينبغي للمرء أَن يحرِصَ على أن يكون من الناجين من النار والفارين منها، وأن يكون ممن يتّقيها، وقد أمرت الآيات القرآنية في مواضع كثيرةٍ بالتقوى، مرة بتقوى الله كقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾، ومرةً بتقوى عذاب الله كقوله تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾، ومرة بتقوى النار كقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، فالإنسانُ ينبغي أن يحرص على أن يَفرَّ من النار.


ومن كرمِ رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمته بالمؤمنين، فإنّهُ لم يخبرهم طريق الفرار من النار والخلاص من عذابها  فحسب، مع أن ذلك وحده كرم عظيم منه صلى الله عليه وآله ، بل بيّن لهم زيادةً على ذلك باباً واسعاً للجنّة، وبعملٍ سهلٍ يسير، وهو المحبّة: محبّة شخصٍ، فقال «اللهم أحبّه وأحب من يحبّه».


 فمحبّةُ الإمام الحسن عليه السلام بابٌ واسعٌ من أبواب الجنّة، لأن الجنة دار النعيم، ودار رضوان الله، ومن رزق محبة الله تعالى له، فقد زرق رضوانه، قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.


ولكن مع ذلك، يُوجد من أَبَى، وتوجدُ روايةٌ عندهم أن الله يدخل الجنة كذا وكذا الا من أبى([2])، فيوجد أناسٌ يأبون، والجنّةُ التي فيها الحسن عليه السلام لا يُريدونها، ونحنُ لا نقولُ: إنّهم يوفرون لنا مكاناً في الجنة، لأنّها جنةٌ ﴿عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ﴾ ، ولكنّ الأمر لهم، وهم الذين يختارون، وعلى نفسها جنت براقش.


وليس اعتباطاً أن يكون الإمامُ الحسن عليه السلام باباً واسعاً من أبواب الجنّة، وَ جَلَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله أَن يجعلَ سبطهُ باباً للجنّة لأنّ له صلة نسبية به، ولو كان صلّى الله عليه وآله كذلك ما قال:  ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ وهو عمّه، فرسول الله صلّى الله عليه وآله لا يُقدّمُ أحداً لقرابة نسبيّة ولا سببيّة، ولا يُقَدّمُ إلّا مَن قدّمهُ الله سبحانه؛ فانه لا ينطقُ إلّا بالحقّ، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾.


وهذا الذي بيّنَهُ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله من  أنّ محبة الحسن عليه السلام بابٌ من أبواب الجنّة، لم يكن من عنده صلى الله عليه وآله؛ فإنّهُ لا ينطق عن الهوى، وإنما هذا وحيٌ من الله، واللهُ سبحانه هو الذي أمرهُ أن يُبَلّغ أَنّ الحسن عليه السلام بابٌ من أبواب الجنّة: «وأحبّ من يحبُّهُ».


إذا عرفنا من كلام رسول الله صلى الله عليه وآلهه أنّ هذا وحيٌ وعرفنا منهُ أنّهُ ليس من عند نفسه، فما خصوصية الحسن عليه السلام لتكون له هذه المنزلة عند الله سبحانه وتعالى؟!


توجدُ في الحسن عليه السلام سماتٌ يُمكن أن تُصنّفَ بتصنيفات متعددة، ونحنُ لا نُريد أن نخوض في تصنيفات أشبه بالتصنيفات الخطابية، بل نُريدُ أن نذكر بعض صفات الحسن عليه السلام ونترك التصنيفات.


الامام الحسن عليه السلام له فضائل، ونحن نقتصر على بعض منها:


1 - الصفة الأولى: (من أصحاب الكساء):

ويشترك في هذه الصفة مع أربعةٍ هم صفوةُ خلق الله، فهو (من أهل الكساء): مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ومع أمير المؤمنين عليه السلام، ومع فاطمة الزهراء عليها السلام، ومع الحسين عليه السلام، وهؤلاء هم أصحابُ الكساء، و أهلُ بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.

وقد وردَ  في موثقة عمّار بن موسى الساباطي قال: كنتُ عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجلٌ: اللهم صل على محمد وأهل بيت محمد فقال له أبو عبد الله عليه السلام: «يا هذا لقد ضيّقتَ علينا، أما علمتَ أنّ أهل البيت خمسة، أصحاب الكساء»، فقال الرجل كيف أقول؟ قال: «قل اللهم صل على محمد وآل محمد فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه».([3]) لأنّ هذا الوصف مخصوصٌ لأصحاب الكساء.

نعم، ورد أيضا، وفي روايات متواترة أنّ عُنوان أهل البيت يشمل الامام الصادق عليه السلام والباقر عليه السلام وباقي الائمة عليهم السلام.

ومن الجمعِ بين الروايات يُفهمُ أنّ لعنوان أهل البيت إطلاقين: فتارةً يُطلقُ ويرادُ به أصحابُ الكساء،  ويطلقُ أخرى ويرادُ به الأعم.

ولكن من نفس هذا الإطلاق على المعنى الضيّق ُتُفهمُ الخصوصية، وأن أصحاب الكساء يمتازون عن غيرهم من الأئمة عليهم السلام، وإذا كانت هذه الخصوصيّة لأصحاب الكساء بالقياس إلى الإمام الباقر عليه السلام والامام الصادق عليه السلام والامام الرضا عليه السلام، فكيف لنا أن ننال هذه الخصوصية؟!

فإننا قاصرون عن إدراك فضل الفاضل ، فكيف بإدراك فضل الأفضل؟!

فالإمامُ الحسن عليه السلام واحدٌ من أصحاب الكساء، وكفى بهذا مرتبةً نقصُر عن أن نحيط بشيءٍ  معتدٍ به منها، ونحنُ نعرفُ ما دلّت عليه النصوص الشرعيّة بالمقدار الذي يفهمهُ العُرف منها، وهو أنّ لهؤلاء الخمسة مزيّة فوق غيرهم صلوات الله عليهم.


2 - الصفة الثانية: (معجزة النبي صلّى الله عليه وآله):

الامام الحسن عليه السلام هو (معجزةُ رسول الله صلى الله عليه وآله)،  قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ

فمن هُم أبناؤهُ ؟

وهل يوجدُ أَحدٌ من الناس ادّعى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أحضر غير الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام بعنوان (أَبْنَاءَنَا)؟

فالإمام الحسن عليه السلام معجزةُ رسول الله صلى الله عليه وآله.

وقدر المعجزة يعلم من قدر من جاء بها، فمن هو رسول الله صلّى الله عليه وآله؟

هو سيّد الخلق، وخاتم النبيين الذي جاء بالكتاب المهيمن على الكُتبِ السابقة، وهو الذي جاء الأنبياءُ السابقون مبشرين به. وهذا النبيُّ الخاتم الذي له كتاب مهيمنٌ على الكُتب السابقة معجزتُه الامام الحسن عليه السلام، فإذا كان هذا مقام الإمام الحسن عليه السلام، فكيف لنا أن نحيط بشيءٍ من منزلته وعلو قدره؟!


3 - الصفة الثالثة: (السيّد)

والامام الحسن عليه السلام سيّدٌ ([4])، بحسب ما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله كما في صحيح البخاري([5])، (إن ابني هذا سيّد)، وجاء ايضاً في الحديث المتواتر فيه وفيه أخيه الحسين عليهما السلام: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة»([6]).

فدلّ هذان الحديثان القطعيان على أنه (السيّدُ) في الدنيا والآخرة.

فكُلُّ من كان من أهل الجنة فهو (عبدٌ) لهما؛ لأنّ معنى السيد هو المولى، ويقابلهُ العبد، فانظر إلى من كان في الجنة كائناً من كان([7])، فإنه عبدٌ لهما بحسب بيان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبروايات غيرنا – فضلاً عن رواياتنا.

هذا هو الحسن عليه السلام، وهذا بعضٌ من  فضائل الامام الحسن صلوات الله وسلامه عليه.

وهل يقاس السيّدُ بعبده؟!


4 - الصفة الرابعة: (من حاربه فقد حارب النبي صلى الله عليه وآله):

ومن فضائله: أنّه من أصحاب الخيمة التي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآلة سلمهم سلمي، وحربهم حربي([8]).

فمن سالم هؤلاء فقد سالم رسول الله صلى الله عليه وآله، ومَن حارب هؤلاء فقد حارب رسول الله صلى الله عليه وآله، فهذا هو الامام الحسن عليه السلام، وبع تعرفُ الحقّ من الباطل.

وأنت إذا نظرت في هذا الحديث، وتأملت في معناه تجلّت لك الصفة الخامسة:


5 - الصفة الخامسة: (أمان الأمة من الضلال)

فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله بالسند المعتمد بل بالأسانيد المتواترة: «إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»([9]).

فإنَّ الذي يُحاربُ الحسن عليه السلام فهو يُحارب رسول الله صلّى الله عليه وآله.

فهل مُحاربة رسول الله من الحقّ والهدى، أم من الضلالة، أم هي بين بين؟!!

وهل بين الحق والضلال منزلة؟!!  ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾.

فمَن حارب الحسن عليه السلام، فهذا حُكمُ رسول الله صلى الله عليه وآله فيه، فيُعرفُ من هذا معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله.  

 ______________________________

 

[1]   صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة،  باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما حديث (2421) وحديث (2422)، صحيح البخاري، كتاب البيوع - باب ما ذكر في الأسواق، حديث (2016)، صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان (5545)،  سنن ابن ماجه - المقدمة ، أبواب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - باب فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم  حديث(142)، مسند أحمد - باقي مسند المكثرين، مسند أبي هريرة، حديث (7350)، وحديث (8180)، وحديث (10510).

[2]  جاء في صحيح البخاري- كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة-  باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»، قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال: «من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى»،  وروى ابن حبّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « والذي نفسي بيده ، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير » ، قالوا : يا رسول الله ، ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال : « من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ».


[3]
 ثواب الأعمال للشيخ الصدوق رحمهُ الله، ص 158


[4]
 جاء في كتاب نظم المتناثر من الحديث المتواتر لأبي عبد الله محمد بن أبي الفيض جعفر بن إدريس الحسني الإدريسي الشهير بـ الكتاني (المتوفى: 1345هـ) تحقيق:  شرف حجازي، الطبعة الثانية: دار الكتب السلفية – مصر، ص 196:
"236-  (إن ابني هذا يعني الحسن سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) عن (1) أبي بكرة (2) وأبي سعيد (3) وجابر وغيرهم،  وقال الترمذي في حديث أبي بكرة حسن صحيح وفي شرح مسلم لأبي عبد الله الأبي نقلاً عن القرطبي تواترت الآثار الصحيحة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ابني هذا سيد الخ راجعه".


[5]
 صحيح البخاري- كتاب الفتن-  باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا لسيد.


[6]
 جاء في كتاب نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني، مصدر سابق، ص 196:
"235 - (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) .

 أورده في الأزهار من حديث (1) أبي سعيد (2) وحذيفة بن اليمان (3) وعمر بن الخطاب (4) وعلي (5) وجابر بن عبد الله (6) والحسين بن علي (7) وأسامة بن زيد (8) والبراء بن عازب (9) وقرة بن إياس (10) ومالك بن الحويرث (11) وأبي هريرة (12) وابن عمر (13) وابن مسعود (14) وأنس (15) وبريدة (16) وابن عباس ستة عشر نفساً.

(قلت) ورد أيضاً من حديث (17) الحسن بن علي ونقل أيضاً في فيض القدير وفي التيسير عن السيوطي أنه متواتر".


[7]
 يخرجُ من هذا الإطلاق كلّاً من :النبيَّ محمّد صلّى الله عليه وآله وأميرُ المؤمنين عليه السلام، فإنّ الأمّة اتفقت على أنّهُ صلى الله عليه وآله  سيّدٌ للحسن عليه السلام بل كونه صلّى الله عليه وآله سيّدٌ خلق الله، كما أنّ الأمّة اتفقت على أنّ أمير المؤمنين سيّدٌ للحسن عليه السلام، وفي الحديث (وأبوهما خير منهما)، وأمّا غير هذين الرجلين فلم تتفق الأمة على أنّهُ سيّدٌ للحسن عليه السلام.


[8]
 روى أبو العباس، أحمد بن عبد الله بن محمد، محب الدين الطبري (المتوفى: 694هـ) في الرياض النضرة في مناقب العشرة، الطبعة الثانية: دار الكتب العلمية، ج 3 ص 154 عن أبي بكر قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- خيّم خيمةً وهو متكئٌ على قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: «معشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، حرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يُحبّهم إلا سعيد الجد، طيّب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة».
وقد صححّهُ الألباني في كتابه صحيح الجامع الصغير وزيادته ج 1 ص 306 تحت ترقيم (1462).

وروى ابن حبان في صحيحه: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسَلْمٌ لِمَنْ سالمكم».

وفي مستدرك الحاكم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
ووافقه الذهبي.

 

[9]    قال ابن حجر الهيتمي المكّي عن حديث التمسك بالثقلين (الكتاب والعترة): " ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك - الثقلين- طُرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا" الصواعق المحرقة ج 2 ص 440، وقد تتبع السيّد حامد النقوي في كتابه عبقات الأنوار هذه الطرق فأوصلها إلى أربع وثلاثين طريقاً، وقد تتبع السيّد هاشم البحراني طُرق الحديث فأورد 39 حديثاً من طريق العامة وإلى 82 حديثاً من طريق الخاصّة في الجزء الثاني من كتابه غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام.  


التالي السابق