درس ليلة السبت 1 شعبان 1443هـ

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام

درس ليلة السبت 1 شعبان 1443هـ

2022/06/08 442


الشيخ علي الجزيري | درس ليلة السبت 1 شعبان 1443هـ - الموافق 4 مارس 2022م (حسينية الشيخ حسين الخليفة)

اليوتيوب: https://youtu.be/6bN_JSLvJsQ

الموقع:https://jaziri.net/view.php?id=918

 

00:00 طرح الأسئلة

02:18 هل كان الاعتقاد بالإمامة شرطاً في تحقق الإيمان في صدر الإسلام؟

هذه مسألة لم يستوضحها المخالفون، وابن تيمية ممن لم يستوضحها حيث حاول النقض على الشيعة بشهداء بدر.

الجواب من وجوه، منها:

منها: جواب نقضي: أننا نلتزم بأن الإيمان قد تغيّر، فالحال قبل بيان رسول الله (ص) للأحكام ليس كالحال بعد بيانها، ومنه أيضا الاعتقاد بإيمان بعض الأنبياء (ع)، فالحال قبل بيانها ليس كالحال بعدها، فالإشكال واحد والجواب هو الجواب.

ومنها: أن شهداء بدر كانوا يعتقدون بالإمامة (الرجوع للمقدّم المتبوع)، وقد كانت متحققة في امتثالهم لرسول الله (ص) وهو الإمام القائم حينئذ. طبعاً حكمهم على هؤلاء الشهداء بأنهم لم يكونوا يعرفون الأئمة المتأخرين (ع) تخرصٌ بالغيب، ولكننا نجيب من باب المجاراة.

بعض أصحاب النبي (ص) والأئمة وخواصهم كان عندهم علمٌ بالأئمة المتأخرين زمناً (ع)، وتحقق الإمامة عند هؤلاء شرطٌ؛ من جهة التصديق بما جاء به رسول الله (ص).

كان الاعتقاد بالإمامة لازماً حتى في حق الصحابة الذين استشهدوا في زمن النبي (ص)، ولكنه منوط بإمامة الإمام الفعلي في ذلك الزمان، وأما الأئمة (ع) من بعده فلم يكونوا أئمة قائمين في ذلك الزمان.

الصحابة يتفاوتون في درجة الإنقياد، وقد استجاب لأمير المؤمنين (ع) جمع كثير من الصحابة، وقاتل قسم كبيرٌ من أهل بدر معه عليه السلام في معاركه.

في معركة الجمل: توجّه عمّار بن ياسر مع الإمام الحسن (ع) للكوفة لتحريض الناس لنصرة أمير المؤمنين (ع)، وقد قدّم عمار الإمام الحسن (ع) وهذا سلوك ينبئُ بأنه يعرف أن الحسن هو إمام الزمان بعد أمير المؤمنين (ع).

بعض الصحابة بقي إلى زمن الإمام الحسين (ع) وقد نصر الحسين (ع) واستشهد معه.

هذه الشبهة قديمة وقد أجاب عليها علماء الشيعة أنار الله برهانهم منذ القدم.

27:00 معنى: (أرواحكم في الأرواح وأنفسكم في الأنفس)

لفظي (الروح) و (النفس) من الألفاظ الموجودة في التراث الإسلامي، وقد جهد علماء الإسلام لتفسير الفرق بينهما وإن كان جهدهم لا يروي الغليل.

28:30 وجه حجية ضروريات العقل لجعلها حجة في التأويل

الحديث عن هذه المسألة يقودنا للخلاف بين مدرستين عند الشيعة: الأصولية والأخبارية.

عند الأخباريين: الطريق لمعرفة الأحكام الأخبار، وعند الأصوليين: توجدُ طرق أربعة، ويوجدٌ نقاشٌ طويل بين المدرستين في هذا الصدد.

الأصوليون: يسع استنباط بعض الأحكام من القرآن، ليس في المعرفة التامة، والاستنباط يحتاج إلى معرفة حجية ظواهر القرآن، وفي الأخبار ما يدعو للتمسك بالقرآن كحديث الثقلين، فيصحّ الاحتجاج به.

لما كتب الكليني الكافي كتب مقدمة نصّ فيها على أن العرض على القرآن ميزان لقبول الأخبار.

يوجد في بعض الأخبار تعليم الأئمة (ع) لأصحابهم الاستنباط من القرآن الكريم.

وجه احتجاج الأصوليين بالإجماع: الدخول [دخول المعصوم (ع) في هذا الإجماع]، والمتأخرون من الأصوليين يرى أن اتفاق الفقهاء على رأي عبر العصور خصوصاً الأعصر الأولى دون أن نجد رواية تسند هذه الفتوى: فإننا نتيقن أنّ مستندهم حجة أخذوها عن الأئمة (ع)، فهو – حسب تعبير السيد الخوئي رحمه الله – ما تلقوه كابراً عن كابر، ومن أمثلته الإجماع على أنّ القرعة في كل أمر مشكل.

العقل: السيد الخوئي رحمه الله يرى أنه خلافٌ لا ثمرة له، إذ لا توجد فتوى تستند إلى العقل فقط.

سدّ باب العقل من رأس لا يمكن، والدليل العقلي إما أن يكون ضروريا أو مستندا إلى البرهان، وأما الدليل المستند إلى الذوق والاستحسان فلا يصحّ أن يُحكّم في شرع الله.

البعض يخلط بين ذوقه والعقل، ولا ينبغي أن يكون الحكم الشرعي مستندا إلى الذوق.

إذا خالفت الرواية حكم العقل الضروري (البدهي) أو خالفت البرهان العقلي فلا يسعنا أن نأخذ بها دون أن نكذبها، فلعلها صدرت ولها معنى غير المعنى المخالف للبديهة والبرهان العقلي، فنردّ علمها إلى أهله.

الرواية القطعية الصدور والدلالة لا يوجد منها فرد يخالف بديهة العقل، وحالها كحال آيات القرآن الكريم ذات الدلالة القطعيّة.

قد يخالف الظاهر بديهة العقل، ومن أمثلته ظواهر بعض الآيات.

لم يكن علماء المدرسة الأخبارية ضحلي العلم، بل لهم تحقيقات رشيقة وتبحّرٌ، وتشهد كتبهم بذلك، ومدرسة الحديث عندنا ليست كالتي عند غيرنا، وحتى بين علماء الحديث عند غيرنا يوجد فرق.

لم يعد التباعد شاسعاً بين المدرستين كما كان في السابق والشيخ محمد أمين زين الدين رحمه الله (الأخباري) هو تلميذ المحقق العراقي رحمه الله (الأصولي).

ينقل عن الشهيد الصدر رحمه الله قوله: ثلاثة أحدثوا تغييرا هائلا في علم الأصولي:  وهم الميرزا النائيني، والمحقق ضياء الدين العراقي، والشيخ الأصفهاني، وأنّ المحقق العراقي أكثرهم تبحراً في علم الأصول.

أدرك السيد الخوئي رحمه الله الثلاثة رحمهم الله وتتلمذ على يدهم، وإذا قال: (شيخنا الأستاذ) فيقصد الميرزا النائيني، وإذا قال : (بعض الأكابر أو بعض الأساطين) فيقصد المحقق ضياء الدين العراقي، وإذا قال: (شيخنا المحقق) فيقصد الشيخ الأصفهاني.

كان التعايش بين المدرستين سائداً إلى بعض المراحل حين شدّد بعض رموز المدرسة الأخبارية النكير على المدرسة الأصولية، وكانت هنالك بالمقابل ردة فعل مقابلة من علماء المدرسة الأصولية، ولما جاء الشيخ الأنصاري رحمه الله ردّ في كتابه الرسائل على المدرسة الأخبارية مع حفظ مقامات علمائها، وقد بدأ بإثبات حجيّة القطع [نقطة الإلتقاء بين المدرستين] دون إثارة حفيظتهم.

شكر الله سعي علماء الأخباريين والأصوليين، ولا غنى لنا عن كتبهم رحمهم الله.


التالي السابق