فضل زيارة الإمام الحسين (ع)

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام

فضل زيارة الإمام الحسين (ع)

2022/06/25 2272

 الشيخ علي الجزيري: فضل زيارة الإمام الحسين  (ع)

 20 صفر 1434هـ

بقلم: زكريا عبدالعزيز العبدالعزيز

الملف بصيغة PDF

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

‏الحمد لله رب العالمين ‏وأفضل الصلاة وأزكى التسليم ‏على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين.

‏الإمام الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وريحانته من الدنيا كما جاء ذلك في صحيح البخاري ([1]) وغيره ([2]) . والإمام الحسين عليه السلام ‏هو صاحب أعظم فاجعة ‏وقعت في تاريخ البشرية جمعاء. وقد اكتسبت هذه الفاجعة الفظيعة ‏فضاعتها ليس من خصوصية الحدث الذي وقع وحسب، بل اكتسبت ذلك ‏من خصوصية مَن وقع وجرى عليه الحدث.

ولعلّ قائلاً يقول: إنّ التاريخ مليءٌ بالفظائع، وإن كثيراً من المجرمين قد ارتكبوا  كثيراً من الفظائع ‏عبر التاريخ البشري، وهذا وإن كان صحيحاً، إلّا أنّ شيئاً من هذه الفظائع لا يرقى إلى ما وقع في كربلاء، والسبب في ذلك هو أنّ الجريمة تختلفُ شدةً وضعفاً باختلاف من تقعُ عليه الجريمة، وهذا أمر متفق عليه بين العقلاء، وهو منصوصٌ في الكتب الفقهية؛ ففي باب الطلاق مثلاً يتحدّث الفقهاء عن حكم الإكراهِ على الطلاق، فيقولون إنّ الإكراه يختلف من شخص إلى آخر، فلو أنّك قلت لوجيهٍ ذا شأنٍ ومكانة مرموقة في المجتمع: (طلّق زوجتك مثلاً وإلا سببتك على رؤوس الأشهاد)، وطلّق زوجته لم يقع الطلاق؛ لأنّه قد ذكرها على هذا الفعل، والطلاق يُشترط فيه أن يكون صادر عن إرادة واختيار، ‏وهذا بخلاف ما  لو قيل لرجل ليس له تلك المكانة في المجتمع: (طلّق زوجتك وإلا سببتُك على رؤوس الأشهاد) ‏فطلّق، فإن الطلاق يصح منه ؛ لأنّ السبّ الذي يقع على الوجيه ألمه أشدُّ بكثير من السبب الذي يقع على غيره، فالألمُ إذا وقع على من له مكانة سامية أوقع  وآلام وأنكى من السبّ الذي يقع على غيره، ولهذا يكون السبّ في حق هذا إكراهاً سالباً لاختياره، وأمّا السبّ في حق ذاك فليس كذلك. بل قالوا إنه ربما كان الأمر أشدّ من السب، ومع ذلك لا يعدّ إكراهًا،  ‏فلو أنه قيل مثلاً لمن لم تكن له مكانة رفيعة في المجتمع: (طلّق زوجتك وإلا ضربتك)؛ فإنّ تحمّل الضرب في حقه ليس بالذي يسلب منه إرادته واختياره، فإذن يختلف الحال باختلاف من يقع عليه الفعل، والفعل الواحد يقع على من له مكانة سامية ويقع على غيره، ولكن حسابه إذا وقع على هذا يختلف عن حسابه إذا وقع على ذاك في عرف الناس وفي حكم الشرع، وفي حقيقة الأمر.

وإذا أردنا أن ننظر إلى من أصيبَ في واقعه كربلاء، وعلى من وقعت هذه الجناية،فلعلّك تقول: وقعت على زهير بن القين وعلى الحرّ الرياحي مثلا، وهؤلاء ليس على وجه الأرض  خيرٌ منهم بعد المعصومين، ‏ولكنّ الأمر في حقهم إذا وصل إلى هذا الحد نقول يوجد من قد أصيب أكثر من هؤلاء، مثل المعصومين مثلاً؛ فإنهم أعظم من هؤلاء رتبة، ‏وقد وقعت عليهم ظلامات، ولكن الأمر في كربلاء لم يقف عند هذا!

الذي أصيب في كربلاء هو خامس أصحاب الكساء، الإمام الحسين عليه السلام!

الذي أصيب في كربلاء هو الإمام الحسن عليه السلام!

الذي أصيب في كربلاء فاطمة الزهراء عليها السلام!

الذي أصيب في كربلاء هو صاحب الصراط أمير المؤمنين عليه السلام!

الذي أصيب في كربلاء هو الذي لأجله خُلق الخلق بأجمعهم: رسول الله صلى الله عليه وآله!

ومن هنا، فإنّ فاجعة كربلاء تكتسب عظمتها من عظمة من أُصيب بها وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسائر أصحاب الكساء، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما يجري على الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء منذ أن ولد الإمام الحسين عليه السلام.

وإذا كانت عادة الناس إذا ولد لهم مولودٌ أن يكون ذلك اليوم يوم فرح وسرور، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ولد له أعظم مولود، ومع ذلك فإنّ ذلك اليوم كان يوم بكاء وحزن؛ فقد جاء ملكٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله للتشرف بخدمة النبي صلى الله عليه وآله وجاء مباركاً ومعزياً في نفس الوقت([3]). إذا كان أحد أولاد الحسين عليه السلام قد ولد هو والردى -أي الموت- في ساعة واحدة في يوم كربلاء فالحسين عليه السلام جاء خبر مولده وخبر استشهاده في ساعة واحدة إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وآله. وأيّ فاجعة يفجع بها رسول الله صلى الله عليه وآله أعظم من هذه الفاجعة! ولأجل هذا ورد أنّ زيارة الحسين عليه السلام لها آثار عديدة، ومن جملة آثار الزيارة إدخال السرور على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله.

ومن أهداف زيارة الحسين عليه السلام أنه يغيض أعداء أهل البيت عليهم السلام، وأنتم تشاهدون أعداء أهل البيت (ع) ينظرون زوار الحسين عليه السلام يمشون، الصغير والكبير، في الصيف والشتاء، على هجير الرمضاء وتحت الشمس المحرقة - وشمس العراق كشمسكم لا تقلّ إحراقا وحرارةً - ومع ذلك فإن هؤلاء المشاة فيهم الشيخ الكبير الطاعن في السن وفيهم الصغير، وفيهم الصحيح وفيهم المريض ومع ذلك فإنهم لا يمنعهم عن السير إلى الإمام الحسين عليه السلام مانعٌ ‏مهما بلغت شدته، فماذا رأيتم من حال أعداء أهل البيت عليهم السلام ‏يرون هؤلاء يألمون من السير وهم لا تتألم أجسادهم ولكن قلوبهم ممتلئة بالإيمان وبحب رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، ومع ذلك فإنهم لا يكفيهم أن يروا ما في هؤلاء الزوار من عناء وتعب بدني، لأجل هذا يُقدمون على إيذائهم أكثر بأن يدسون السم في طعامهم، ويُفجّرونهم ويقتلون منهم من يتمكنون من قتله. بل أعظم من هذا، تجد الواحد منهم مستعداً لأن يقتل نفسه من أجل أن يقتل زوار الإمام الحسين عليه السلام، الذين لا يؤذونه ولا يصيبونه بشوكة، ومع ذلك فإن نفسه لا تطيب، مع أنّه لا توجد بينه وبين هؤلاء عداوة شخصية!  

أفهموها جيداً، المشكلة ليست مع هؤلاء الزوار!

هذا الزائر الذي له من العمر 90 سنة لا يؤذي الناصبي في وجوده، إنما يؤذيه في مبدأه؛ لأن هذا الطاعن في السن الذي يسير إلى الإمام الحسين عليه السلام ليزوره ‏يحيي أمر أهل البيت (ع) وذاك لا تطيب نفسه باسم هؤلاء فكيف يتحمّل أن يحيا أمرهم؟! لأجل هذا تجده مستعداً إلى أن يموت من أجل أن يُطفئ نور الله:  ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ ولكن هذا النور تعهّد به متعهدٌ على كل شيء قدير، لا يمكنهم أن يطفئوه لأنّ الله سبحانه يأبى.. ليس ‏أن يحفظ نوره فقط - دققوا في الآية جيداً- الله سبحانه لم يتعهد بحفظ النور بل تعهد بتمام النور، ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ﴾، فنور الله سبحانه محفوظٌ، بل هو تام فليجهدوا بعد هذا ما يريدوا أن يجهدوا.

جاء من طرقهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ابْنَايَ، مَنْ أَحَبَّهُمَا أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا أَبْغَضَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَنِي أَبْغَضَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ»([4])

هذه رواية ليست شيعية، بل رواية رواها المخالف، قال الحافظ الكبير النيسابوري واضع علم الحديث عندهم المعروف باسم الحاكم، بعد هذه الرواية: : "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ".

وروى أيضاً عن أبي سعيد الخدري قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ مِنْ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَتْلًا وَتَشْرِيدًا، وَإِنَّ أَشَدَّ قَوْمِنَا لَنَا بُغْضًا بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ، وَبَنُو مَخْزُومٍ» وقال الحاكم عن الحديث: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ"([5]).

وجاء في الصحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إنَّ لموضع قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام حرمةً معلومة ، مَن عَرفها واستجار بها اُجير ..» ثم قال عليه السلام: «وموضع قبره مُنذ يوم دُفِنَ رَوضةٌ من ريِاض الجنَّة، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زوَّاره إلى السّماء، فليس ملكٌ ولا نَبيٌّ في السَّماوات إلاّ وَهُم يسألون الله أنْ يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليه‌ السلام ، فَفَوجٌ ينزل وفَوجٌ يعرج»([6]).

يقول المجلسي الأول رحمه الله (المتوفى سنة 1070 ه) والد صاحب البحار رحمه الله: "وأما أخبار ثواب زيارة الحسين صلوات الله و سلامه عليه، فأكثر من أن تحصى و لشهرتها لم يذكر منها إلا قليل، بل يظهر من الأخبار الكثيرة وجوب زيارته عليه السلام؛ ولهذا قال به جماعة من أصحابنا، بل ذهب طائفة إلى وجوب زيارة كل واحد من الأئمة عليهم السلام ولو مرة في جميع العمر، لما تقدم في الصحيح أن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه"([7]).

وروى الشيخ رحمه الله في الصحيح عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «حقٌّ على الغَنيّ أن يأتي قبر الحسين عليه ‌السلام في السَّنة مَرَّتين، وحَقٌّ على الفقير أن يأتيه في السَّنَةِ مَرَّة » ([8]).

وعن أبي عبدالله عليه السلام في ثواب من زار الحسين عليه السلام: «مَن أتى قبر الحسين عليه ‌السلام عارفاً بحقِّه كتبه الله في أعلى علِّيّين» ([9]).

 وعبارة: «كتبه الله في أعلى عليين» تحتمل معنيين:

 المعنى الأول: أن يكون مكتوباً مكانُهُ في أعلى مرتبة ودرجة من درجات الجنة، وهي مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فمن زار الحسين عليه السلام فإنّ مكانة في الجنة ليست أي مكان، بل تكون في أعلى درجات الجنة، وهذا لا عجب فيه أن يكون مكان زائرا الإمام الحسين عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يلزم من ذلك المساواة التامة؛ فإنك تقول مثلاً لمن سكن في غرفة مع رجل تقول هذا يسكن مع هذا، وتقول لمن سكن مع رجل في بناية مع اختلاف البيوت تقول هذا يسكن مع هذا، ولمن يسكن مع رجل في حي وإن اختلفت الدار تقول هذا في حي ذاك، ولمن يسكن مع رجل في مدينة تقول هذا مع ذاك في نفس المدينة، فالجنة طبقات وكل طبقة طبقات، فلا عجب أن يكون زائر الحسين عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فالمعنى الأول من كونه في أعلى عليين: أي في أسمى مرتبة من مراتب الجنة.

‏المعنى الثاني: أن يكون في أعلى عليين في قائمة الناجين، فإنّ الذين يدخلون الجنة قد كتبت أسمائهم في كتاب، وهذا الكتاب فيه تسلسل فيُكتب زائر الحسين عليه السلام في أعلى أسماء الذين يدخلون الجنة.

والمعنيان محتملان وهما معنيان شريفان ومن حظي بواحد من هذين المعنيين فقد حظي بأمر عظيم.

وقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام في الصحيح أيضا أنه قال لمن سأله ما تقول فيمن ترك زيارة الحسين عليه السلام وهو يقدر على ذلك؟:  «أقول : إنّه قد عَقّ رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم، وعقّنا واستخفّ بأمر هُوَ لَه، ومَن زاره كان الله له من وراء حوائجه، وكفى ما أهمّه من أمر دنياه  ([10])، وأنّه ليجلب الرّزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه وِزْرٌ ولا خطيئةٌ إلاّ وقد مُحيتْ مِن صحيفته، فإن هلك في سفره نزلِت الملائكة فغسّلتْه، وفُتِحتْ له أبواب الجنّة، ويدخل عليه رَوْحها حتّى ينشر، وإن سَلِمَ ([11]) فتح له الباب الَّذي ينزل منه الرِّزق ويجعل له بكلِّ درهم أنفقه عَشَرَةَ آلاف دِرهم ، وذُخِرَ ذلك له فإذا حُشِرَ قيل له : لك بكلِّ درهم عشرة آلاف دِرهم ، وإنَّ الله نظر لك وذَخَرَها لك عنده » ([12]).

وجاء في الصحيح عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه قال لعلي بن ميمون:

«يا علي بلغني ان أناساً من شيعتنا تمرّ بهم السنة والسنتان وأكثر من ذلك، لا يزورون الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌ السلام! قلت: جعلت فداك إني لأعرف أناسا كثيراً بهذه الصفة. فقال: أما والله لحظهم أخطأوا ، وعن ثواب الله زاغوا، وعن جوار محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله في الجنة تباعدوا، قلت: فإن أخرج عنه رجلا أيجزي عنه ذلك ([13])؟ قال : نعم، وخروجه بنفسه أعظم أجراً وخيراً له عند ربه» ([14]).

ونختم هذا الحديث بما جاء في الروايات من الأمر بأمر الشيعة بزيارة الحسين عليه السلام، فقد جاء في الصحيح عن  أبي جعفر عليه ‌السلام قال:

«مُروا شيعتَنا بزيارة قبر الحسين عليه ‌السلام، فإن إتيانه مفترضٌ على كلِّ مؤمن يُقرُّ للحسين عليه‌ السلام بالإمامة مِن الله عزَّوجلَّ»([15]).

وحديثنا هذا فيه أمرٌ لكم بزيارة الحسين عليه السلام، وهذه أول درجة نريد أن نتحدث فيها، والدرجة الأخرى أنّه كما أُمرتُ أن آمركم بزيارة الحسين عليه السلام فاعلموا أنكم أيضا مأمورون بأن تأمروا بزيارة الحسين عليه السلام، فليأمر الأب ولده، وليأمر الولد أباه، وليأمر الاخ أخاه، وليأمر ابن العم ابن عمه، وليأمر الصديق صديقه بزيارة الحسين عليه السلام، فإنكم قد أُمرتم بهذا الأمر، أُمرتم  بأن تأمروا بزيارة الحسين وهذا له من الثواب ماله في كتاب أهل البيت عليهم السلام.

ولأنّ هذا الأمر بالأمر يتناسب مع أمرٍ آخر نذكره أيضا، وهو أمرٌ مغفولٌ عنه كثيراً، وهو أننا أُمرنا بأن نَبكي على الحسين عليه السلام وأمرنا أيضا أن نُبكي عليه، وأنّ من بكى على الحسين عليه السلام له من الثواب ماله، ومن أبكى على الحسين عليه السلام فله من الثواب ماله، والإبكاء على الحسين يختلف باختلاف حال المُبكي، فالخطيب يبكيك على الحسين عليه السلام بأن يذكر مصاب الحسين عليه السلام، وأنت تُبكي على الحسين بأن تظهر جزعك على الحسين عليه السلام، أما أن تسمع مصابة وتقف هكذا متصلباً مُتجلداً فهذا تركٌ للبُكاء وتركٌ للإبكاء أيضا، فاحرصوا أيها المؤمنون على أن تزوروا الحسين عليه السلام وأن تأمروا بزيارته وأن تَبكوا عليه وأن تُبكوا عليه أيضا.

وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

 

([1]) صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: جماعة من العلماء،  الطبعة: السلطانية، بالمطبعة الكبرى الأميرية، ببولاق مصر، 1311، صَوّرها بعنايته: د. محمد زهير الناصر، وطبعها الطبعة الأولى عام ١٤٢٢ هـ لدى دار طوق النجاة - بيروت، مع إثراء الهوامش بترقيم الأحاديث لمحمد فؤاد عبد الباقي،  كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب الحسن والحسين ، ج 5 ص 27 ح (3753)، وأيضاً : كتاب الأدب،  باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، ج 8 ص 7 ح (5994).

([2]) يقول الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة:

 (564)" إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا ".

أخرجه البخاري (٧ / ٧٩، ١٠ / ٣٥٠ - فتح) والترمذي (٤ / ٣٦٩ - ٣٧٠) وأحمد (٢ / ٩٢، ١١٤) عن محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي نعم أن رجلا سأل ابن عمر ( وأنا جالس) عن دم البعوض يصيب الثوب؟ (فقال له: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق) ، فقال ابن عمر: (ها) انظروا إلى هذا! يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم! ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. والزيادات لأحمد والسياق للترمذي وقال: " هذا حديث حسن صحيح ".

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (ت ١٤٢٠هـ)، الطبعة الأولى: 1415 هـ - 1995م، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، ج 2 ص 107 ح (564).

([3]) راجع الموارد التالية:

الباب (17): قول جبرائيل لرسول الله (ص): "إنّ الحسين (ع) تقتله أمتك من بعدك" ح (136 - 6)

الباب (20): علم الملائكة بقتل الحسين (ع) ح (151 - 1).

كامل الزيارات، أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي، تحقيق: بهراد جعفري (ت 368 ه)، الطبعة الأولى: 1396 ه ش، الناشر: جعفري راد.

الباب (24) باب ما روي عن النبي (ص) في النص على القائم (ع) و أنه الثاني عشر من الأئمة (ع)‌ ج 1 ص 314 ح (36)

كمال الدين وتمام النعمة، أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي (ت 381 ه)، تحقيق: الأستاذ علي أكبر الغفاري، الطبعة السادسة: 1436 ه، مؤسسة النشر الإسلامي.

[ 28 ] المجلس الثامن والعشرون، ص 200 ح (215 - 9)

الأمالي، أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي (ت 381 ه)، تحقيق: تحقيق قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة، الطبعة الأولى: 1417 ه‌، مؤسسة البعثة.

([4]) المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة: الأولى: 1411 ه – 1990م،  دار الكتب العلمية – بيروت، كتاب معرفة الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين ابني بنت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ج 3 ص 181 ح (4776).

([5]) المستدرك على الصحيحين، مصدر سابق، كتاب الفتن والملاحم، ج 4 ص 534 ح (8500).

([6]) كامل الزيارات، أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي، تحقيق: بهراد جعفري، الطبعة الأولى: 1396 ه ش، الناشر: جعفري راد، باب (88) فضل الحائر وحرمته، ص 445 ح (620 - 4).

([7]) روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، محمدتقي بن مقصودعلي‌ المجلسي (ت 1070 ه)، تحقيق: حسين الموسوي الكرماني، و على پناه‌ اشتهاردي، سنة الطبع: 1406 ه، مؤسسه فرهنگى اسلامي، ج 5 ص 376.

([8]) تهذيب الأحكام، أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)،  تحقيق: علي أكبر الغفاري، مكتبة الصدوق، الطبعة الأولى: 1386 ه .ش، كتاب المزار، باب (16) فضل زيارة الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام، ج 6 ص 49 ح (88- 3)، وجاء مثله أيضاً في: كامل الزيارات، مصدر سابق،  باب (97) أقل ما يُزار فيه قبر الحسين (ع) ص 474 ح (676 -1).

([9]) كامل الزيارات، مصدر سابق،  باب (59) إنّ مَن زار الحسين عليه السلام كان كمن زار الله في عَرشه وكتب في أعلىُ علّيّين ص 272 - 276 ح (3، 4، 5، 6، 8، 9، 10، 12).

([10]) لا ينبغي التخلّف عن زيارة  الحسين عليه السلام بحج من قبيل أنك مديون، أو أنك مسؤول عن مشروع كأن تبني بيتا أو غير ذلك أو تريد شراء سيارة أو تريد تزويج ولدك؛ لإنّ من زار الحسين عليه السلام كان الله من وراء حوائجه ‏وكفي ما أهمه من أمر دنياه (منه حفظه الله).

([11]) أي: لم يمت في سفرته.

([12]) كامل الزيارات، مصدر سابق،  باب (46) ثواب ما للرَّجل في نفقته إلى زيارة الحسين عليه السلام، ص 244 ح (322- 2).

([13]) (أخرج عنه رجلا) أي يكلّف بعض إخوانه أن يزور الإمام الحسين (ع) عنه، وقوله  (أيُجزي عنه) كلمة يخرج ظاهرها أنه يبذل نفقة الزائر لا أنه يكلّف بالزيارة من غير أن يبذل نفقته، فهل يجزيه هذا؟

([14]) تهذيب الأحكام، مصدر سابق، كتاب المزار، باب (16) فضل زيارة الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام، ج 6 ص 51 ح (96- 11).

([15]) كامل الزيارات، مصدر سابق،  باب (43)  إنّ زيارة الحسين عليه السلام فرض وعهد لازم له ولجميع الأئمّة عليهم السلام على كلّ مؤمن ومؤمنة، ص 235 ح (309 -1).
ورواه الشيخ الطوسي رحمه الله بزيادة: «فإنّ إتيانه يزيد الرزق ويمدّ في العمر ويدفع مدافع السوء».
تهذيب الأحكام، مصدر سابق،  كتاب المزار، باب (16) فضل زيارة الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام، ج 6 ص 45 ح (86- 1).


السابق