عنوان السؤال:
ابو كرار
2016/09/02
526
السؤال: هل رؤية المعصوم حجة وماذا عن رواية من رآنا فقد رآنا؟ (7.58 د)
https://youtu.be/NgI2zu5FvuI
"وأما سؤالكم الثاني عن حجية المنام، فَهل المناماتُ حجةٌ، من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله مثلاً يأمرهُ بأن يصلي صلاة الظهر ثلاث ركعات، هل يصلي صلاة الظهر ثلاث ركعات لأنّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وآله يأمرهُ بذلك؟!
الجواب:
بيَّن العلماءُ الماضون واللاحقون – شكر الله سعي الجميع- أن المنامات ليست حجة، نعم المنامُ يستأنسُ به، هذا ما من شكٍ فيه، فإنّ من يرى مناماً صالحاً يأنسُ بهذا البيان ولكنّ العقيدة لا تؤخذ بمنام، والشريعة لا تؤخذ بمنامٍ ولا يجوز الإخبار عن شيء بمجرد أنك رأيته في المنام! نعم لو أنّ إنساناً حصل له اليقين من منامٍ مثلاً، يَجوز له أن يُخبر عمّا حصل له اليقين به، لأنّ اليقين حجةٌ من أي منشأٍ نشأَ، ومقتضى الآيات الذامّةِ لإتباع الظن، أو لإتباع غير العلم- مقتضاها- أن إتباع العلم لا ضير فيه، ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) (مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ). إذاً إقتفاءُ العلم- ولو كان لهم به علم، ولو كانوا عَالِمِين لَمْ يكونوا ملومين!
مضافاً إلى أنَّ العقلَ يستقل بحجية اليقين. إذا لو حصل اليقين من رؤيا في موردٍ، جاز الإخبار استناداً إلى اليقين لا استناداً إلى الرؤيا [ وهذا في الإخبار لا العقيدة].
رواية (من رآنا فقد رآنا) ..
هذه روايةٌ في سندها كلامٌ وفي دلالتها كلامٌ [و] نحن نقتصر على الدلالة. مَا الذي تدلُّ عليه هذه الرواية؟
لكي تصلح مستنداً لمن يدعي حجة الرؤيا لا بدّ أن تكون دلالة الرواية مفيدةً ؛ لأنّ مَن رأى رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، فإن الذي يراهُ – أي يَرى من يُحدثهُ مثلاً أو يخبرهُ أنّهُ رسول الله صلى الله عليه وآله- هذا المرئي في المنام هو رسول الله صلى الله عليه وآله، وأين هذه القيود في الرواية، فنحنُ نذكرُ إحتمالات في جانب هذا الاحتمال ثم احكموا أنتم بأنفسكم ، أنتم عارفون باللغة، أنتم من أبناء اللغة.
هذا هو الإحتمال الأول [رؤيتهُ صلى الله عليه وآله في المنام من شخصٍ معاصر لم يرى رسول الله صلى الله عليه وآله في اليقظة] وهو الذي يستند إليه هؤلاء.
نذكر إحتمالاً ثانياً: [من رآني في اليقظة، فقد رآني حقاً لأنَّ الشيطان لا يتصور بصورتي] فإذأً الرواية على هذا الاحتمال تكونُ ناظرةً إلى مُعَالجةِ مشكلةٍ أُخرى، وهي مُشكلةُ أنَّه قد يقولُ أحدُ المُسلمين إني رأيتُ رسول الله وقد أمرني بهذا الفعل ولكني لم أفعله، مثلاً رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أمرني أن أَخرجَ إلى بعث أسامة ولكنّي لن أخرج. لماذا؟ لأنّه مِن المُحتمل أنّ الشيطانَ هو الذي جَاء في صورتِهِ صلى الله عليه وآله وقد أمرني أن أخرج إلى بعث أسامة. فلكي يسدَّ الباب أمام هذا الإعتذار، أي لا يحق لأحدٍ من المسلمين أن يَعتذرَ عن ترك طاعة رسول الله في موردٍ لأني لم أجزم أن الذي أمرني هو رسول الله صلى الله عليه وآله، تأتي هذه الرواية لتقطعَ طريق الإعتذار، ولتقول إذا رأيتم رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أمركم بأمرٍ فأطيعوهُ، وإذا نهاكم عن شيءٍ فانزجروا لنَهيِه، فإنَّ الشيطان لا يَتصور في صورته في اليقظة. فإذاً من رآني في اليقظة فقد رآني حقاً، هذا إحتمالٌ ثانٍ. هذا الإحتمال واردٌ في الرواية أم لا؟
إحتمالٌ ثالث: من رآني. متى يكونُ المرئيُ في المنام – لو سلمنا من رآني في المنام- رسول الله صلى الله عليه وآله؟ متى تُحرزُ أيها أَيُها المستيقظُ من منامكَ أنّكَ رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله؟
إنما تحرز ذلك إن كنت تعرف رسول الله صلى الله عليه وآله مثل الصحابة مثلاً، رأوهُ [و] يعرفونهُ، رآهُ أحدهم في مَنامهِ، لكن [هل] هذا ينطبقُ على زماننا؟! [لا]لأنّه ليس لك طريقٌ إلى اليقينِ بأنّ الذي رأَيتَهُ هُو رسولُ الله صلى الله عليه وآله؛ لأنّك لا تعرفُ صِفَةَ رسول الله صلى الله عليه وآله، فإذاً هذا إحتمالٌ ثالثٌ، أنّ هذه ناظرةٌ إلى أنّ من رآه في المنام ولكن كان يعرف صفته ليجزم أنه هو.
مع وجود الإحتمال- بل الإحتمالات المتعددة- لا مَجالَ للإستدلال بهذه الرواية، فإذا هذه الرواية فيها كلامٌ في السند وفي الدلالة، فلا تصلحُ حجةً."