حاصلُ الاشكال، أنه لو كان للزهراء عليها السلام ولداً يسمى المحسن، وأسقطتهُ لكان المحسنُ أول أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله لحوقاً به، فكيف تجمعون بين هذا حديث (أنتِ أولُ أهل بيتي لحوقاً بي) وبين ما تقولونه من وجود شهيدٍ من أبناء الزهراء عليها السلام وهو المحسن؟
والجوابُ عن ذلك:
أنّ عنوان أهل البيت له اطلاقات:
عنوان اهل البيت يطلق في الروايات ويراد به أصحاب الكساء خاصة.
ويطلق تارةً ويرادُ به ما يعم أصحاب الكساء والائمة المعصومين عليهم السلام.
ويطلقُ ثالثاً ويرادُ به ما هو أوسع.
فاذن توجد ثلاثة اطلاقات لعنوان أهل البيت. أما الاطلاق الأول فانك تجدهُ في جملةٍ من الروايات منها ما جاء في بعض الروايات وهو صحيحُ السند، أن رجلاً من أصحاب الصادق عليه السلام قال : "اللهم صل على محمدٍ وأهل بيته" فقال لهُ الامام الصادق عليه السلام لقد ضيقت علينا – يعني لم تصل عليَّ – قال: بل قل اللهم صل على محمد وآل محمد، فان أهل بيته هم أصحاب الكساء خاصه [1] . هذه روايةٌ صحيحه بينت أن أهل البيت هم أصحاب الكساء عليهم السلام. [و] توجدُ رواياتٌ كثيرةٌ جدا تدل على أن [عنوان] أهل البيت عليهم السلام يعم الائمة مضافاً الى أصحاب الكساء .. يعم الامام الباقر والصادق وزين العابدين وبقية الأئمة المعصومين ومن ذلك "المهدي منا أهل البيت" [2] . [وهي] روايةٌ متواترةٌ عندنا وعند المخالفين، فان هذا العنوان – عنوان اهل البيت لا يمكن أن يرادُ به أهل الكساء عليهم السلام لأن المهدي لم يكن من أصحاب الكساء!
اذن عنوانُ أهل البيت يطلقُ تارةً ويرادُ منه أصحاب الكساء خاصه، ويطلق ثانيةً ويراد بهِ أصحاب الكساء والتسعة المعصومين عليهم السلام، ويطلقُ ثالثةً ويرادُ به ما هو أعمُّ من ذلك مثل الحمزه وجعفر وأمثال هؤلاء صلوات الله وسلامهُ عليهم. فلما استشهد المحسنُ عليه السلام في حياة فاطمه صلوات الله وسلامه عليها، وكان أول أهل بيته لحوقاً به علمنا أن مراد النبي صلى الله عليه وآله في قوله "أنتي أول أهل بيتي لحوقاً بي" ليس ما يعم المحسن سلامُ الله عليه، فانّ المحسن لم يكن من أصحاب الكساء، فليس من أهل البيت بالمعنى الضيق، وليس من أصحاب الكساء والأئمة المعصومين ليكون بالمعنى المتوسط، وانما هو من أهل البيت بالمعنى الواسع. فاذن شهادتهُ تكشف عن أن مراد النبي صلى الله عليه وآله بعنوان أهل البيت [ في الحديث] هو غيرُ المعنى الثالث .. قد يكونُ المعنى الثاني وقد يكونُ مقصودهُ المعنى الأول، ولكن لما كان المعنى الثاني الشامل لأصحاب الكساء وللأئمة التسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام لا يوجدُ أحدٌ منه في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمنا أن المقصود اذن هو المعنى الأول، فلا توجدُ اذن مشكله، فاطمة عليها السلام أول أصحاب الكساء لحوقاً بالنبي صلى الله عليه وآله ، والمحسن استشهد قبلها وهو من أهل البيت ولكنه من أهل البيت بالمعنى الثالث .. ليس من أهل البيت بالمعنى الأول، فلا تنافي.
[1] روى الشيخ الصدوق في ثواب الاعمال عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن عمرو ابن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل: اللهم صل على محمد وأهل بيت محمد فقال له أبو عبد الله عليه السلام يا هذا لقد ضيقت علينا أما علمت أن أهل البيت خمسة، أصحاب الكساء، فقال الرجل كيف أقول؟ قال قل اللهم صل على محمد وآل محمد فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه (ثواب الأعمال - الشيخ الصدوق - الصفحة 158).
[2] تواتر هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منه ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده (مسند العشره المبشرين بالجنه – مسند الخلفاء الراشدين – ومن مسند علي بن ابي طالب (ر) ) قال حدثنا : فضل بن دكين ، حدثنا : ياسين العجلي ، عن إبراهيم بن محمد إبن الحنفية ، عن أبيه ، عن علي (ر) قال : قال رسول الله (ص) المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)، وصححه الشيخ الألباني في كتب تخريج الحديث وقال (أما مسألة المهدي فليعلم أن في خروجه أحاديث كثيرة صحيحة ، قسم كبير منها له أسانيد صحيحة ... -الى أن قال- إن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه -صلى الله عليه وسلم- يجب الإيمان بها لأنها من أمور الغيب ، والإيمان بها من صفات المتقين كما قال تعالى : ( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ) . وإن إنكارها لا يصدر إلا من جاهل أو مكابر . أسأل الله تعالى أن يتوفانا على الإيمان بها وبكل ما صح في الكتاب والسنة. مجلة التمدن الإسلامي (22 / 642 – 646) ويمكن تصفحه على الراباط التالي:
http://www.alalbany.net/misc020.php )
والجوابُ عن ذلك:
أنّ عنوان أهل البيت له اطلاقات:
عنوان اهل البيت يطلق في الروايات ويراد به أصحاب الكساء خاصة.
ويطلق تارةً ويرادُ به ما يعم أصحاب الكساء والائمة المعصومين عليهم السلام.
ويطلقُ ثالثاً ويرادُ به ما هو أوسع.
فاذن توجد ثلاثة اطلاقات لعنوان أهل البيت. أما الاطلاق الأول فانك تجدهُ في جملةٍ من الروايات منها ما جاء في بعض الروايات وهو صحيحُ السند، أن رجلاً من أصحاب الصادق عليه السلام قال : "اللهم صل على محمدٍ وأهل بيته" فقال لهُ الامام الصادق عليه السلام لقد ضيقت علينا – يعني لم تصل عليَّ – قال: بل قل اللهم صل على محمد وآل محمد، فان أهل بيته هم أصحاب الكساء خاصه [1] . هذه روايةٌ صحيحه بينت أن أهل البيت هم أصحاب الكساء عليهم السلام. [و] توجدُ رواياتٌ كثيرةٌ جدا تدل على أن [عنوان] أهل البيت عليهم السلام يعم الائمة مضافاً الى أصحاب الكساء .. يعم الامام الباقر والصادق وزين العابدين وبقية الأئمة المعصومين ومن ذلك "المهدي منا أهل البيت" [2] . [وهي] روايةٌ متواترةٌ عندنا وعند المخالفين، فان هذا العنوان – عنوان اهل البيت لا يمكن أن يرادُ به أهل الكساء عليهم السلام لأن المهدي لم يكن من أصحاب الكساء!
اذن عنوانُ أهل البيت يطلقُ تارةً ويرادُ منه أصحاب الكساء خاصه، ويطلق ثانيةً ويراد بهِ أصحاب الكساء والتسعة المعصومين عليهم السلام، ويطلقُ ثالثةً ويرادُ به ما هو أعمُّ من ذلك مثل الحمزه وجعفر وأمثال هؤلاء صلوات الله وسلامهُ عليهم. فلما استشهد المحسنُ عليه السلام في حياة فاطمه صلوات الله وسلامه عليها، وكان أول أهل بيته لحوقاً به علمنا أن مراد النبي صلى الله عليه وآله في قوله "أنتي أول أهل بيتي لحوقاً بي" ليس ما يعم المحسن سلامُ الله عليه، فانّ المحسن لم يكن من أصحاب الكساء، فليس من أهل البيت بالمعنى الضيق، وليس من أصحاب الكساء والأئمة المعصومين ليكون بالمعنى المتوسط، وانما هو من أهل البيت بالمعنى الواسع. فاذن شهادتهُ تكشف عن أن مراد النبي صلى الله عليه وآله بعنوان أهل البيت [ في الحديث] هو غيرُ المعنى الثالث .. قد يكونُ المعنى الثاني وقد يكونُ مقصودهُ المعنى الأول، ولكن لما كان المعنى الثاني الشامل لأصحاب الكساء وللأئمة التسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام لا يوجدُ أحدٌ منه في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمنا أن المقصود اذن هو المعنى الأول، فلا توجدُ اذن مشكله، فاطمة عليها السلام أول أصحاب الكساء لحوقاً بالنبي صلى الله عليه وآله ، والمحسن استشهد قبلها وهو من أهل البيت ولكنه من أهل البيت بالمعنى الثالث .. ليس من أهل البيت بالمعنى الأول، فلا تنافي.
[1] روى الشيخ الصدوق في ثواب الاعمال عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن عمرو ابن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل: اللهم صل على محمد وأهل بيت محمد فقال له أبو عبد الله عليه السلام يا هذا لقد ضيقت علينا أما علمت أن أهل البيت خمسة، أصحاب الكساء، فقال الرجل كيف أقول؟ قال قل اللهم صل على محمد وآل محمد فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه (ثواب الأعمال - الشيخ الصدوق - الصفحة 158).
[2] تواتر هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منه ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده (مسند العشره المبشرين بالجنه – مسند الخلفاء الراشدين – ومن مسند علي بن ابي طالب (ر) ) قال حدثنا : فضل بن دكين ، حدثنا : ياسين العجلي ، عن إبراهيم بن محمد إبن الحنفية ، عن أبيه ، عن علي (ر) قال : قال رسول الله (ص) المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)، وصححه الشيخ الألباني في كتب تخريج الحديث وقال (أما مسألة المهدي فليعلم أن في خروجه أحاديث كثيرة صحيحة ، قسم كبير منها له أسانيد صحيحة ... -الى أن قال- إن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه -صلى الله عليه وسلم- يجب الإيمان بها لأنها من أمور الغيب ، والإيمان بها من صفات المتقين كما قال تعالى : ( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ) . وإن إنكارها لا يصدر إلا من جاهل أو مكابر . أسأل الله تعالى أن يتوفانا على الإيمان بها وبكل ما صح في الكتاب والسنة. مجلة التمدن الإسلامي (22 / 642 – 646) ويمكن تصفحه على الراباط التالي:
http://www.alalbany.net/misc020.php )