هوامش: كلمة لسماحة الشيخ علي الجزيري حفظه الله بمناسبة المبعث الشريف 1431 هـ

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام

هوامش: كلمة لسماحة الشيخ علي الجزيري حفظه الله بمناسبة المبعث الشريف 1431 هـ

2020/03/23 1089

هنا تجدون هوامش كلمة لسماحة الشيخ علي الجزيري حفظه الله بمناسبة المبعث الشريف 1431 هـ والموجودة على الرابط التالي: 

http://jaziri.net/view.php?id=743

كلمة لسماحة الشيخ علي الجزيري حفظه الله بمناسبة المبعث الشريف في المدينة المنوّرة 
تاريخ المحاضرة: ليلة 27 رجب 1431هـ ، الموافق (تقريباً) 8 يوليو 2010م

تقرير ملف البعثة بصيغة PDF



[1] صحيح البخاري أو الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وسننه وأيامه، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الطبعة: الأولى، 1422هـ الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، كتاب بدء الوحي، ج 1 ص 7 ، ح (3).

وجاء الحديثُ أيضًا في صحيح مسلم، أو المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ج 1 ص 139 ح (252 - (160)).

[1] فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار المعرفة - بيروت، ج 1 ص 24

[1] من أمثلة ما يذكرونه في عصمة الأنبياء عليهم السلام:

  • ما ذكره أبوحنيفه (المتوفى: 150هـ) في كتابه الفقه الأكبر، باب القول في عصمة الأنبياء:

"والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم منزهون عن الصغائر والكبائر والكفر والقبائح وقد كانت منهم زلات وخطايا"

الفقه الأكبر (مطبوع مع الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر المنسوبين لأبي حنيفة تأليف محمد بن عبد الرحمن الخميس)، لأبي حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه (المتوفى: 150هـ)، الطبعة: الأولى، 1419هـ - 1999م، الناشر: مكتبة الفرقان - الإمارات العربية ص 37.

  • وقال القاضي عياض (المتوفى: 544 هـ) في كتابه الشفا:

" وأما عصمتهم من هذا الفن قبل النبوة فللناس فيه خلاف * والصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والتشكك في شئ من ذلك وقد تعاضدت الأخبار والآثار عن الأنبياء بتنزيههم عن هذه النقيصة منذ ولدوا ونشأتهم على التوحيد والإيمان بل على إشراق أنوار المعارف نفحات ألطاف السعادة  ... ولم ينقل أحد من أهل الأخبار أن أحدًا نُبئ  واصطفي ممن عرف بكفر وإشراك قبل ذلك ومستند هذا الباب النقل وقد استدل بعضهم بأن القلوب تنفر عمن كانت هذه سبيله وأنا أقول إن قريشا قد رمت نبينا بكل ما افترته، وعير كفار الأمم أنبياءها بكل ما أمكنها واختلقته مما نص الله تعالى عليه أو نقلته إلينا الرواة ولم نجد في شئ من ذلك تعييرا لواحد منهم برفضه آلهته وتقريعه بذمة بترك ما كان قد جامعهم عليه ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين وبتلونه في معبوده محتجين ولكان توبيخهم له بنهيهم عما كان يعبد قبل أفظع وأقطع في الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركهم آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل ففي إطباقهم على الإعراض عنه دليل على أنهم لم يجدوا سبيلا إليه إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه".

الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وآله، القاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (المتوفى: 544 هـ )، تحقيق أبوالفضل الدمياطي أحمد بن علي، الطبعة الأولى: 1438 هـ ، دار الغد الجديد، القاهرة،  الفصل الثاني:  عصمة الأنبياء قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والتشكك في شيء من ذلك، ج 2 ص103.

وقال أيضًا:

" واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه [وآله]وسلم من الشيطان وكفايته منه لا في جسمه بأنواع الأذى ولا على خاطره بالوساوس" الشفا، مصدر سابق، الفصل الرابع: في إجماع الأمة على عصمة النبي صلى الله عليه وآله من الشيطان، ج 2 ص 111

وقال أيضًا: " وأما أقواله صلى الله عليه [وآله] وسلم فقد قامت الدلائل الواضحة بصحة المعجزة على صدقه وأجمعت الأمة فيما كان طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الأخبار عن شئ منها بخلاف ما هو به لا قصدا ولا عمدا ولا سهوا ولا غلطا".

 الشفا، مصدر سابق، الفصل الخامس: في عصمة النبي عليه السلام في أقواله وأفعاله، ج 2 ص 115

وقال أيضًا: " وأما ما يتعلق بالجوارح من الأعمال ولا يخرج من جملتها القول باللسان، فيما عدا الخبر الذي وقع فيه الكلام ولا الاعتقاد بالقلب فيما عدا التوحيد وما قدمناه من معارفه المختصة به فأجمع المسلمون على عصمة الأنبياء من الفواحش والكبائر الموبقات".

الشفا، مصدر سابق، الفصل التاسع: في عصمة الأنبياء من الفواحش والكبائر، ج 2 ص 131

  • وقال الفخر الرازي (المتوفى: 606 هـ) في كتابه عصمة الأنبياء (ع) :

"( أعلم ) أن الاختلاف في هذه المسألة –أي عصمة الأنبياء عليهم السلام- واقع في أربعة مواضع :

( الأول ) ما يتعلق بالاعتقادية. واجتمعت الأمة على أن الأنبياء معصومون عن الكفر والبدعة إلا الفضيلية من الخروج فإنهم يجوزون الكفر على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وذلك لأن عندهم يجوز صدور الذنوب عنهم ، وكل ذنب فهو كفر عندهم ، فبهذا الطريق جوزوا صدور الكفر عنهم ، والروافض فإنهم يجوزون عليهم إظهار كلمة الكفر على سبيل التقية.

( الثاني ) ما يتعلق بجميع الشرائع والأحكام من اللّه تعالى ، وأجمعوا على أنه لا يجوز عليهم التحريف والخيانة في هذا الباب لا بالعمد ولا بالسهو، وإلا لم يبق الاعتماد على شيء من الشرائع.

( الثالث ) ما يتعلق بالفتوى. وأجمعوا على أنه لا يجوز تعمد الخطأ فأما على سبيل السهو فقد اختلفوا فيه.

( الرابع ) ما يتعلق بأفعالهم وأحوالهم. وقد اختلفوا فيه على خمسة مذاهب :

( الأول ) الحشوية : وهو أنه يجوز عليهم الإقدام على الكبائر والصغائر.

( الثاني ) أنه لا يجوز منهم تعمد الكبيرة البتة وأما تعمد الصغيرة فهو جائز ، بشرط أن لا تكون منفرا. وأما إن كانت منفرا فذلك لا يجوز عليهم ، مثل التطفيف بما دون الحبة وهو قول أكثر المعتزلة.

( الثالث ) أنه لا يجوز عليهم تعمد الكبيرة والصغيرة ، ولكن يجوز صدور الذنب منهم على سبيل الخطأ في التأويل ، وهو قول أبى علي الجبائي.

( الرابع ) أنه لا يجوز عليهم الكبيرة ولا الصغيرة ، لا بالعمد ولا بالتأويل والخطأ. أما السهو والنسيان فجائز ثم إنهم يعاتبون على ذلك السهو والنسيان ، لما أن علومهم أكمل ، فكان الواجب عليهم المبالغة في التيقظ ، وهو قول أبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظام.

( الخامس ) أنه لا يجوز عليهم الكبيرة ولا الصغيرة لا بالعمد ولا بالتأويل ولا بالسهو والنسيان. وهذا مذهب الشيعة.

... والذي نقول: إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في زمان النبوة عن الكبائر والصغائر بالعمد. أما على سبيل السهو فهو جائز".

عصمة الأنبياء، تأليف الإمام فخر الدين الرازي (المتوفى: 606 هـ)، تقديم ومراجعة محمد حجازي، الطبعة الأولى: 1986م، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ص 39- 40.

  • وقال الإيجي (المتوفى: 756 هـ ) في كتابه المواقف في علم الكلام:

" في حقيقة العصمة، وهي عندنا: أن لا يخلق اللّه فيهم -يعني الانبياء- ذنباً، وعند الحكماء : ملكة تمنع عن الفجور، وتحصل بالعلم بمثالب المعاصي، ومناقب الطاعات، وتتأكد بتتابع الوحي بالأوامر والنواهي والاعتراض على ما يصدر عنهم من الصغائر وترك الأولى."

المواقف في علم الكلام، القاضي عبدالرحمن بن أحمد الإيجي (المتوفى: 756 هـ)، طبعة 1977م،  عالم الكتب، بيروت، المقصد السادس، ص 366.

وقال أيضًا:

 المقصد الخامس: في عصمة الأنبياء. أجمع أهل الملل والشرائع على عصمتهم عن تعمد الكذب فيما دل المعجز على صدقهم فيه كدعوى الرسالة وما يبلغونه عن الله، وفي جواز صدوره عنهم على سبيل السهو والنسيان خلاف: فمنعه الأستاذ وكثير من الأئمة، لدلالة المعجزة على صدقهم، وجوزه القاضي مصيرامنه إلى عدم دخوله في التصديق المقصود بالمعجزة. وأما سائر الذنوب فهي إما كفرٌ أو غيره، أما الكفر فأجمعت الأمة على عصمتهم منه، ... وأما غير الكفر، فإما كبائر أو صغائر، كل منهما إما عمدًا أو سهوًا، أما الكبائر عمدًا فمنعه الجمهور، والأكثر على امتناعه سمعًا، وقالت المعتزلة -بناءً على أصولهم-:- يمتنع ذلك عقلًا، وأما سهوًا فجوزه الأكثرون. وأما الصغائر عمدًا فجوزه الجمهور إلا الجبائي، وأما سهوًا فهو جائزٌ اتفاقاً إلا الصغائر الخسيسة كسرقة حبة أو لقمة، وقال الجاحظ بشرط أن ينبهوا عليه فينتهوا عنه، وقد تبعه فيه كثير من المتأخرين وبه نقول".

المواقف في علم الكلام، مصدر سابق،  المقصد الخامس ص 358-359.

  • وقال تقي الدين السبكي (المتوفى: 756هـ )في الإبهاج في شرح المنهاج تحت عنوان في عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

"والذي نختاره نحن وندين الله تعالى عليه أنه لا يصدر عنهم ذنب لا صغير ولا كبير، لا عمدًا ولا سهوًا وأن الله تعالى نزّه ذواتهم الشريفة عن صدور النقائص، وهذا هو اعتقاد الشيخ الإمام الوالد أيده الله وعليه جماعة منهم القاضي عياض بن محمد اليحصبي ونص على القول به الأستاذ أبو اسحاق في كتابه في أصول الفقه وزاد انه يمتنع عليهم النسيان ايضا ".

الإبهاج في شرح المنهاج ، تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن حامد بن يحيي السبكي وولده تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب، عام النشر: 1416هـ - 1995 م ، دار الكتب العلمية –بيروت، ج 2 ص 263 

  • وقال الإمام الشوكاني (المتوفى: 1250هـ ) ونسب كلامه للأكثر من أهل العلم حيث قال في البحث الثالث: في عصمة الأنبياء:
    "ذهب الأكثر من أهل العلم إلى عصمة الأنبياء بعد النبوة من الكبائر، وقد حكى القاضي أبو بكر إجماع المسلمين على ذلك. وكذا حكاه ابن الحاجب وغيره من متأخري الأصوليين، وكذا حكوا الإجماع على عصمتهم بعد النبوة مما يزري بمناصبهم، كرذائل الأخلاق والدناءات وسائر ما ينفر عنهم، وهي التي يقال لها صغائر الخسة، كسرقة لقمة، والتطفيف بحبة، وإنما اختلفوا في الدليل على عصمتهم مما ذكر، هل هو الشرع أو العقل؟"

ارشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول، محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)، تحقيق: الشيخ أحمد عزو عناية، قدم له: الشيخ خليل الميس والدكتور ولي الدين صالح فرفور، الطبعة: الطبعة الأولى 1419هـ - 1999م، دار الكتاب العربي، ج 1 ص 98.

  • وقال ابن باز (المتوفى: 1420 هـ ) في جواب على موقعه الإلكتروني:

"قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد ﷺ ، معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله  عزوجل من أحكام، كما قال عزوجل: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۝ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۝ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۝ إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ۝ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:1-5] فنبينا محمد ﷺ معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم. وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضا إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر، وقد تقع منه الصغيرة لكن لا يقر عليها، بل ينبه عليها فيتركها" الموقع الإلكتروني: https://bit.ly/2MxK5dH

[1] سورة الضحى:7

[1] موقع ابن باز، جواب السؤال: يسألون عن أفضل كتابٍ لتفسير القرآن الكريم؟ https://bit.ly/2XyebOG

[1] معالم التنزيل في تفسير القرآن أو تفسير البغوي، محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى : 510هـ)، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ،  دار إحياء التراث العربي -بيروت ، سورة الضحى  [سورة الضحى (93) : الآيات 6 الى 8]، ج 5 ص 268

[1] سورة الشورى:52

[1] جامع البيان في تأويل القرآن أو تفسير الطبري،  محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) ، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م، مؤسسة الرسالة، تفسير سورة الشورى، ج 21 ص 560

[1] الجامع لأحكام القرآن أو تفسير القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (ت: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الطبعة: الثانية: 1384هـ - 1964م،  الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة، [سورة الشورى (42): الآيات 52 إلى 53]، ج 16 ص 55

[1] سورة الحج:52

[1] تفسير الطبري، مصدر سابق، ج 18 ص 664 - 667

[1] سورة الأنعام: 76- 78

[1] تفسير الطبري، مصدر سابق، ج 11 ص 480

[1] تفسير الطبري، مصدر سابق، ج 11 ص 485

[1] تفسير ابن كثير، مصدر سابق، ج 3 ص 261

[1] سورة البقرة: 260

[1] صحيح البخاري، مصدر سابق، كتاب أحاديث الأنبياء  باب قوله عز وجل: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه} [الحجر: 52]، ج 4 ص147

[1] سورة الأنبياء:87

[1] تفسير البغوي، مصدر سابق، [سورة الأنبياء (21) : الآيات 85 الى 87]، ج 3 ص 313

[1] المخالفون على ثلاثة أقسامٍ حيال العبارة السابقة: القسم الأول: مؤيدٌ له، والقسمُ الثاني: متأولٌ لها، والقسمُ الثالث: منكرٌ لها.

أما القسم الأول:  فسيأتي ذكرُ بعض من قال بمعنى العبارة في كلام الرازي وابن أبي الحديد المعتزلي، وعلاوة عليهم فقد حُكيت نفسُ المقولة بلفظها عن آخرين، ومن ذلك ما رواه الخلال في كتابه السنة قال:  "أخبرني عصمة بن عصام العكبري، قال: ثنا حنبل بن إسحاق، قال: قلت لأبي عبد الله: من زعم أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم كان على دين قومه قبل أن يبعث؟ فقال: " هذا قول سوء، ينبغي لصاحب هذه المقالة تخذر كلامه، ولا يجالس، قلت له: إن جارنا الناقد أبو العباس يقول هذه المقالة؟ فقال: قاتله الله، أي شيء أبقى إذا زعم أن رسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم كان على دين قومه وهم يعبدون الأصنام .."

السنة، أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال البغدادي الحنبلي (المتوفى: 311هـ) المحقق: د. عطية الزهراني، الطبعة: الأولى، 1410هـ - 1989م، الناشر: دار الراية - الرياض ج 1 ص 195 ح (213)

ومن ذلك ما أورده ابن النجار الحنبلي في شرح الكوكب المنير:  "وقيل: بل على دين قومه، حكاه ابن حامد عن بعضهم، وهو غريب بعيد" .

شرح الكوكب المنير المسمى بمختصر التحرير، الشيخ محمد بن أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي الحنبلي المعروف بابن النجار (المتوفي سنة 972 هـ)، تحقيق الدكتور محمد الزحلي والدكتور نزيه حماد، الطبعة الثانية : 1430 هـ- 2009م ، مكتبة العبيكان: الرياض، ج 4 ص 409.

وأما القسم الثاني: وقد حاول البعض تأويل العبارة على معنى لا يذهبُ به إلى كفر النبي صلى الله عليه وآله قبل الوحي بحمل المراد بدين قومه على البقاء على دين أبيهم إبراهيم عليه السلام، ومن ذلك:  ما قاله ابن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276 هـ) في تأويل مختلف الحديث:

"قالوا : حديثان متناقضان،  قالوا : رويتم أن رسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم قال: ما كفر بالله نبي قط، وأنه بعث إليه ملكان فاستخرجا من قلبه وهو صغير علقة ثم غسلا قلبه ثم رداه إلى مكانه، ثم رويتم : أنه كان على دين قومه أربعين سنة، وأنه زوج ابنتيه عتبة بن أبي لهب وأبا العاص بن الربيع، وهما كافران. قالوا : وفي هذا تناقض، واختلاف وتنقص لرسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم.

قال أبو محمد، ونحن نقول: إنه ليس لأحد فيه، بنعمة الله، متعلق ولا مقال، إذا عرف معناه؛ لأن العرب جميعا، من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، خلا اليمن. ولم يزالوا على بقايا من دين أبيهم إبراهيم صلى الله عليه [وآله]وسلم. ومن ذلك حج البيت وزيارته، والختان، والنكاح، وإيقاع الطلاق، إذا كان ثلاثا، وللزوج الرجعة في الواحدة والاثنتين، ودية النفس مائة من الإبل، والغسل من الجنابة، واتباع الحكم في المبال في الخنثى، وتحريم ذوات المحارم بالقرابة والصهر والنسب -وهذه أمور مشهورة عنهم".

تأويل مختلف الحديث، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)، الطبعة: الطبعة الثانية- مزيده ومنقحة 1419هـ - 1999م ، المكتب الاسلامي - مؤسسة الإشراق، باب ذكر الأحاديث التي ادعوا عليها التناقض ، ص 176

أقول: إن كان مقصودهم بتأويلهم: أنّه كمعاصريه من العرب كان على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام في بعض المواطن دون غيرها، كأنّ يقصدوا خصوص الأمثلة التي ذكروها من حج وختان ونكاح وطلاق ودية وغيرها، فإنهم لم يدفعوا عنه التهمة بالكفر قبل الوحي، بل أثبتوها، وإن كان مرادهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام في جميع المواطن، فيلزمهم حمل آباء النبي صلى الله عليه وآله وأمه والبيئة الحاظنة له من بني هاشم على أنهم على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام، فهم المحيط الذي نشأ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ولزم منهم نفي الكفر عن أبيه عبدالله وأمّه آمنة وجدّه عبدالمطلب وعمّه أبي طالب [المقرر]. 


وأمّا القسم الثالث: فقد أنكرها، ومن ذلك ما عنونه ابن حبان (المتوفى: 354 هـ ) في صحيحة باب (ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ)، وأورد حديثًا عن النبي صلى الله عليه وآله:: «ما هممت بقبيح مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين من الدهر كلتاهما عصمني الله منهما".

صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ) تحقيق: شعيب الأرنؤوط، الطبعة: الثانية، 1414 هـ – 1993م، مؤسسة الرسالة - بيروت ، ج 14 ص 169

ومقتضى قوله في التبويب: (ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ) أنّه ينكر كون النبي صلى الله عليه وآله على دين قومه.

[1] الفتاوى الكبرى لابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)، الطبعة: الأولى، 1408هـ - 1987م، دار الكتب العلمية، ج 5 ص 269-270

[1] مجموع الفتاوى، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هــ)، المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، عام النشر: 1416هـ /1995م، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، ج 15 ص 29.

[1] الفتاوى الكبرى، مصدر سابق، ج 5 ص 272

[1] مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، الطبعة: الثالثة - 1420 هـ، دار إحياء التراث العربي – بيروت، [سورة الضحى (93) : آية 7]، ج 31 ص 197

[1] شرح نهج البلاغة،  لابن أبي الحديد (586 - 656)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الأولى [1378ه‍ - 1959 م]، دار إحياء الكتب العربية، ج 7 ص 9

[1] تفسير القرآن العظيم (سورة الشورى)، الشيخ محمد بن صالح العثيمين (المتوفى: 1421 هـ)، الطبعة الأولى: 1437 هـ، مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، القصيم، المملكة العربية السعودية،   ص 360.

[1]  أوردهُ ابن شاذان رحمه الله في الفضائل عن الإمام الجواد عن النبي صلى الله عليه وآله بلفظة: «يا أبا حفص نبئت وآدم بين الروح والجسد».
الفضائل لابن شاذان رحمه الله، أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل ابن أبي طالب القمي رحمهُ الله، سنة الطبع: 1962م- 1381 هـ، منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها: النجف الأشرف، ص 34.

وأورد الشيخ المجلسي رحمهُ الله النصّ في البحار في سياق قول الإمام الجواد عليه السلام ليحيى بن أكثم في مناظرةٍ معه: "كتاب الله أصدق من هذا الحديث: يقول الله في كتابه «وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح» فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه، وكان الأنبياء: لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نبئت وآدم بين الروح والجسد».

بحار الأنوار للعلّامة المجلسي رحمهُ الله،  تحقيق: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، الطبعة: الثالثة (المصححة): 1403 هـ، مؤسسة الوفاء بيروت – لبنان، ج 50 ص 82.

وأوردهُ ابن أبي جمهور الأحسائي رحمهُ الله في عوالي اللئالي بلفظة: «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين»  

عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي، تحقيق الحاج آقا مجتبى العراقي، الطبعة المحققة الأولى: 1405 ه‍ - 1985 م، مطبعة سيد الشهداء (عليه السلام) قم – إيران، ج 4 ص 121.

وقريبٌ منه ما أورده الشيخ الصدوق رحمه الله في علل الشرائع عن سؤال يهودي للنبي صلى الله عليه وآله: "يا محمد أكنت في أم الكتاب نبيًّا قبل أن تخلق؟ قال: نعم" علل الشرائع للشيخ الصدوق رحمه الله، مصدر سابق، (باب 70 - العلة التي من أجلها لم يتكلم النبي صلى الله عليه وآله بالحكمة)، ج 1  ص 79.  

وقريبٌ منه ما رواهُ أبو خالد الكابلي، عن ابن نباتة قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «ألا إني عبدالله وأخو رسوله، وصديقه الأول، قد صدقته وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الاول في أمتكم حقًّا، فنحن الأولون و نحن الآخرون».

بحار الأنوار للعلّامة المجلسي رحمهُ الله، مصدر سابق، ج 15 ص 15، بتقريب تصديق أمير المؤمنين عليه السلام بنبوّة النبي صلى الله عليه وآله.


وورد الحديث عند المخالفين في أكثر من مورد منها ما ورد في سنن الترمذي (عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسول الله ! متى وجبت لك النبوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد) سنن الترمذي أو الجامع الكبير للترمذي، تحقيق بشّار عواد معروف، سنة النشر: 1998م، دار الغرب الإسلامي: بيروت، أبواب المناقب، بَابٌ فِي فَضْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ، ج 6 ص 9 ح (3609). وعلّق الهروي القاري (ت 1014 هـ ) في كتابهِ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: ح (5758) - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ)؟ أَيْ: ثَبَتَتْ (قَالَ: وَآدَمُ) أَيْ: وَجَبَتْ لِيَ النُّبُوَّةُ وَالْحَالُ أَنَّ آدَمَ (بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ) يَعْنِي وَأَنَّهُ مَطْرُوحٌ عَلَى الْأَرْضِ صُورَةً بِلَا رُوحٍ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ قَبْلَ تَعَلُّقِ رُوحِهِ بِجَسَدِهِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: هَذَا هُوَ جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ: مَتَى وَجَبَتْ أَيْ: وَجَبَتْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ فَعَامِلُ الْحَالِ وَصَاحِبُهَا مَحْذُوفَانِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ! وَرَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَخْرِ، وَابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءَ، وَالطَّبَرَانِيُّ الْكَبِيرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ فِي الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» ) كَذَا فِي الْجَامِعِ، وَقَالَ ابْنُ رَبِيعٍ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمٌ، وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: ( «كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ» ) وَأَمَّا مَا يَدُورُ فِي الْأَلْسِنَةِ بِلَفْظِ: ( «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ» ) فَقَالَ السَّخَاوِيُّ: لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظِ، فَضْلًا عَنْ زِيَادَةِ " «وَكُنْتُ نَبِيًّا وَلَا مَاءَ وَلَا طِينَ»، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي بَعْضِ أَجْوِبَتِهِ: إِنَّ الزِّيَادَةَ ضَعِيفَةٌ وَمَا قَبْلَهَا قَوِيٌّ. وَقَالَ الزَّرْكَشِيُّ: لَا أَصْلَ لَهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَلَكِنْ فِي التِّرْمِذِيِّ: «مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: (وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ»).قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَزَادَ الْعَوَّامُّ وَلَا آدَمَ وَلَا مَاءَ وَلَا طِينَ، وَلَا أَصْلَ لَهُ أَيْضًا.

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري، أبو الحسن نور الدين الملا علي الهروي القاري، الطبعة الأولى 1422هــ دار الفكر، بيروت – لبنان، كتاب الفضائل- باب فضائل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وآله ج 9 ص  3684.

وقريبٌ منه ما رواهُ الهيثمي في مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد عن أبي هريرة في الحديث القدسي: «وجعلتك أول النبيين خلقًا وآخرهم بعثًا، وأعطيتك سبعًا من المثاني ولم أعطها نبيًّا قبلك، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيًّا قبلك، وجعلتك فاتحًا وخاتمًا».

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، تحقيق حسام الدين القدسي، سنة الطبع 1414 هـ 1994م، مكتبة القدسي، القاهرة، كتاب الإيمان، باب منه في الإسراء، ج 1 ص 67 – 71

وجاء الحديثُ بلفظٍ آخر وهو (إنِّي لَعَبْدُ اللَّهِ مَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م، ج 28 ص 379 وقال المحقق في الهامش: "صحيحٌ لغيره".

قال ابن حجر " قوله : ( باب خاتم النبيين ) أي أن المراد بالخاتم في أسمائه أنه خاتم النبيين ، ولمح بما وقع في القرآن ، وأشار إلى ما أخرجه في التاريخ من حديث العرباض بن سارية رفعه إ"ني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته" الحديث ، وأخرجه أيضا أحمد وصححه ابن حبان والحاكم فأورد فيه حديثي أبي هريرة وجابر ومعناهما واحد وسياق أبي هريرة أتم"  [فتح الباري،ابن حجر، ج 6 ص 407]، وجاء بلفظ آخر عند الفريقين وهو (ن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة قال وآدم بين الروح والجسد) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي الباب عن ميسرة الفجر."  [سنن الترمذي-  كتاب المناقب- باب في فضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم] وقال المباركفوري في كتاب تحفة الاحوذي في تعليقته على الحديث: "ورواه ابن سعد وأبو نعيم في الحلية عن ميسرة الفخر وابن سعد عن ابن أبي الجدعاء والطبراني في الكبير عن ابن عباس بلفظ : كنت نبيا وآدم بين الروح ، والجسد . كذا في الجامع الصغير ،.

أقول: وفي ألفاظ الحديث ما يشير إلى تقدّم نبوته صلّى الله عليه وآله على هذه النشأة، ومن كان هذا حالُه أفيعقلُ أن يأتيهِ الوحي بالنبوّة فلا يعرفه ويذهب إلى رجل نصراني -ورقة بن نوفل- ليعلمهُ أنّه نبي؟! [ المقرّر]

[1] جاء في تفسير الطبري [تفسير سورة الضحى]: وقال السدي في ذلك ما حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن السدي ﴿ووجدك ضالا قال : كان على أمر قومه أربعين عاما. وقيل : عني بذلك : ووجدك في قوم ضلال فهداك .

وجاء في الشريط السادس من شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ [الدقيقة 55:11]:

"القسم الثاني، من جهة الذنوب: الذنوب أقسام: فمنها الكفر وجائزٌ في حق الأنبياء والرسل أنْ يكونوا على غير التوحيد قبل الرسالة والنبوة...

وفي [1:05:50] أشكل عليَّ قولك: النبي قد يكون على غير التوحيد قبل الرسالة؟

ج/ نعم النبي قد يكون على غير ذلك، فيصطفيه الله - عز وجل - وينبهه؛ يعني ما فيه مشكل في ذلك، قد يكون غافلاً."

[1] نهج البلاغة، الخطبة القاصعة.

[1] منها ما جاء في الصحيح عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: "يا أبا محمد إن الله عزوجل لم يعط الانبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا صلى الله عليه وآله، قال: وقد أعطى محمدا جميع ما أعطى الانبياء، وعندنا الصحف التي قال الله عزوجل: " صحف إبراهيم وموسى" قلت: جعلت فداك هي الالواح؟ قال: نعم.
أصول الكافي، لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي رحمه الله ( ت328 / 329 ه)‍، تحقيق علي أكبر الغفاري، الطبعة الثالثة (1388ه) دار الكتب الاسلامية، طهران  ج 1 ص 225 ح (5)، وفي نفس الباب عدة روايات بنفس المضمون.

[1] قال الشيخ المجلسي رحمه الله الجزء الثامن عشر من بحار الأنوار ص 279:

"وقد ورد في أخبار كثيرة أن الله لم يعط نبيا فضيلة ولا كرامة ولا معجزة إلا وقد أعطاه نبينا صلى الله عليه وآله ، فكيف جاز أن يكون عيسى عليه السلام في المهد نبيا ، ولم يكن نبينا صلى الله عليه وآله إلى أربعين سنة نبيا ؟ ويؤيده ما مر في أخبار ولادته صلى الله عليه وآله وما ظهر منه في تلك الحال من إظهار النبوة ، وما مر وسيأتي من أحوالهم وكمالهم في عالم الاظلة وعند الميثاق، وأنهم كانوا يعبدون الله تعالى ويسبحونه في حجب النور قبل خلق آدم عليه السلام وأن الملائكة منهم تعلموا التسبيح والتهليل والتقديس إلى غير ذلك من الاخبار الواردة في بدء أنوارهم ، ويؤيده ما ورد في أخبار ولادة أمير المؤمنين عليه السلام أنه عليه السلام قرأ الكتب السماوية على النبي صلى الله عليه وآله بعد ولادته، وما سيأتي من أن القائم عليه السلام في حجر أبيه عليه السلام أجاب عن المسائل الغامضة ، وأخبر عن الامور الغائبة ، وكذا سائر الائمة عليهم السلام كما سيأتي في أخبار ولادتهم عليهم السلام ومعجزاتهم ، فكيف يجوز عاقل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله في ذلك أدون منهم جميعا ؟"

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، الشيخ محمد باقر المجلسي رحمه الله، الطبعة الثالثة المصححة 1403 ه‍ - 1983م، دار إحياء التراث العربي بيروت - لبنان ج 18 ص 279

[1]  بحث الشيخ علي الجزيري حفظه الله مراتب الروح وحدودها مرّة، وملخّص ما ذكره: أنّ ما تقتضيه الأخبار أن جميع البشر يشتركون في وجود روحٍ نباتيّة وروح حيوانيّة، وروح ناطقه، وتوجدُ روحٌ رابعةٌ في المؤمنين وهي روحُ الإيمان، وتوجدُ روحٌ خامسةٌ في الأنبياء والأوصياء وهي روح القدس، وتوجدُ روحٌ سادسة موجودةٌ في النبي صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وهي الروح [المقرّر].

[1] منها ما جاء في الصحيح عن  زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: "وكان رسولا نبيا " ما الرسول وما النبي؟ قال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذى يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت: الامام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية: وما أرسلنا من قبلك رسول ولا نبي ولا محدث".

وما جاء في الصحيح عن عن الأحول قال سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث قال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه ويكلمه فهذا الرسول وأما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل عليه‌السلام من عند الله بالرسالة وكان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلا ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه".

الكافي، مصدر سابق، ج 1  ص 176

[1] من ذلك ما جاء في زيارته صلى الله عليه وآله:  "السلام من الله على رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإمام المتقين ، السلام على أمين الله على رسالاته ، وعزائم رسله ومعدن الوحي والتنزيل ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل ، والمهيمن على ذلك كله، والشاهد على الخلق ، والسراج المنير ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته".

 كامل الزيارات،  ابن قولويه القمي رحمه الله،  صححه وعلق عليه: بهراد الجعفري بإشراف الأستاذ علي أكبر غفاري،  طبعة مكتبة الصدوق، ص 221
تهذيب الأحكام ، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله (المتوفى: 460 ه‍)، حققه وعلق عليه السيد حسن الموسوي الخرسان، الطبعة الرابعة: 1365 ش، دار الكتب الاسلامية، ج 6  ص 75، والمزار الكبير، الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي رحمه الله (المتوفى: 594 هـ)، تحقيق: جواد القيّومي الاصفهاني، الطبعة الأولى، مؤسسة النشر الإسلامي، ص228

وما اففتتحت به زيارة أمير المؤمنين عليه السلام من سلامٍ على رسول الله صلى الله عليه وآله كما في تهذيب الأحكام للطوسي رحمه الله:

"السلام من الله والتسليم على محمد امين الله على رسالته وعزائم امره ومعدن الوحي والتنزيل الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله والشاهد على الخلق السراج المنير والسلام عليه ورحمة الله وبركاته" تهذيب الأحكام ، مصدر سابق، ج 6  ص 25 ح ((53) 1)

[1] كامل الزيارات،  مصدر سابق، ص 221 وتهذيب الأحكام، مصدر سابق، ج 6  ص 86  ح ((171) 1)

 


التالي السابق