درس ليلة الجمعة 30 رجب 1443هـ
الشيخ علي الجزيري | درس ليلة الجمعة 30 رجب 1443هـ - الموافق 3 مارس 2022م
اليوتيوب: https://youtu.be/KZFAov-c5Ug
الموقع: https://jaziri.net/view.php?id=914
00:00 طرح الأسئلة
01:12 مقدمة الدرس: الطريق العاصم من الضلال
جعل النبي (ص) الأمة أمانة عند أهل البيت (ع) وأوجب على الأئمة التمسك بهم للنجاة من الإنحراف والضلال. ورد حديث الثقلين من طرقنا ومن طرقهم بطريق متواتر، ودلالته واضحة على أنّ أهل البيت عليهم السلام هم عصمة الأمة من الضلال.
05:24 كيف يصبح المؤمن منتظراً مثالياً؟
يتحقق الإنتظار بأداء وظيفته الشرعيّة، ويمكنه معرفتها بالرجوع إلى الفقهاء العدول، فهم حجج حجج الله.
الانتظار الصحيح يكون بالإلتزام بالرسالة العمليّة للفقيه.
ترقب الفرج هو ترقب لرحمة الله، وهذا الترقب هو ارتباطٌ معنوي بالإمام (ع).
على المؤمن أن يستحضر صلته بالإمام المهدي (عجل الله فرجه)، فهو مولاك.
(المولى) هو السيّد في اللغة ومن خصوصياته المحبة والنصرة.
علاقتنا بالإمام المهدي عجل الله فرجه يجب أن نستحضر فيها سيادته لنا وأنّه محب لنا وناصر لنا، وأنّ له علينا حق المحبة والنصرة، وأن نستحضر دائما هذا الحق لنزداد حباً فيه، وهذا التلقين للنفس يعزّز حالة المحبة في القلب.
تشاغل الإنسان بالملهيات اليومية تأخذه، فيغفل عمن ينبغي أن يحبّه ومن ينبغي له أن يبغضه، وهنا تكمن أهميّة التلقين في إعادة توجيه المسار.
نحنُ لا نخرج عن عباءة التقصير، فإننا حن غارقون في تقصيرنا تجاهه، فنحن لم نؤدي أيسر اليسير من حقوقه وحقوق آباءه (ع).
19:13 الخوض في علامات الظهور
علامات الظهور المذكورة كثيرة، منها ما بيّن ما بينها وبين الظهور، وبعضها لم تبيّن فيها تلك العلاقة بل ما ورد أنه من أشراط الساعة.
ثبوت هذه العلامات ليس في مستوى واحد في صدورها، فبعضها ورد في أخبار متواترة ومستفيضة، وبعضها ورد في أخبار محفوفة بقرينة توجبُ الوثوق والاطمئنان، وبعضها وردت في روايات نقلها الثقات (صحيحة الإسناد)، وبعضها دون ذلك.
الناظر في هذه العلامات ينبغي أن يكون قادرا على التمييز بين الصادر وغير الصادر.
إذا كان للناظر هذه الأهلية للتمييز، فإنه يحتاج لتمام دلاليّة الرواية بحيث تكون صالحة للتمسك وأخذ المعرفة والعلم.
دلالات روايات عصر الظهور ليست سواء: فمنها أخبار بيّنة الدلالة، ومنها ما هو دون ذلك وهذا القسم على مراتب.
إن أحرز الناظر تمييز الصدور والدلالة، فإنه ينتقل لمرحلة أكثر تعقيداً، وهي معرفة التطبيق، إلّا أنّ هذا من التخرّص بالغيب.
خاض جماعة من الشيعة والسنة في علامات الظهور وأشراط الساعة في هذا الزمان وما قبله، ويوجد من صنّف مؤلفات في التطبيق، وقد مضى المؤلفون ولم تقم الساعة ولم يحصل الظهور.
ثبت خطأ من سبق، وأما المعاصرون فنقول: لا تقوم بتطبيقهم حجة، وقد سبقهم من سبقهم بمثله.
31:15 البداء في علامات الظهور
حال البداء في علامات الظهور كحاله في غيره، ويجوز فيه الإبداء، وأمّا تحقّق البداء فيجوز، وأما وقوعه ففي علم الله.
للبداء معاني معقولة ومنها الإبداء أي الإظهار، وغيرنا يشنّع علينا بسبب جهلهم بما عليه الشيعة، والتعبير بالبداء بدلاً عن الإبداء واردٌ في لسان الشرع عندنا، وقد روى البخاري عن رسول الله (ص) أنّه قال (بدا لله).
37:39 كيف نُسهمُ بتعجيل الفرج؟
الدعاء للإمام المهدي (عج) مندوبٌ، فادعُ له بذلك وإن كان لظهوره وقتٌ لا يقدّم ولا يؤخر.
40:10 ما هو اليقين وما هي مراتبه؟
اليقين بحسب المصطلح في علم المنطق هو ما نسبته 100 % وهو الاحتمال الذي ليس في مقابلته إحتمال نقيض.
الكلمة موجودة عند العرب قبل انتقال المنطق الأرسطي، ويفسره السيّد الخوئي رحمه الله بالثبات والقرار بعد الاضطراب.
اليقين درجات: قد يحصل الاستقرار بنسبة 98 % و 99 % ، وتتبعها نسبة سكون متفاوتة.
مثال تطبيقي على تفاوت الوثوق بالضرر.
ومن أسباب اليقين: تحصيل الحجة على الشيء وارتفاع نسبة الصدق والمطابقة.
وفي مصطلح أهل السير والسلوك: فنحتاج للأصول التي رجعوا إليها، وأصله ما جاء في الروايات الصحيحة من أنه لم يقسم شيء في الناس مثل اليقين (قلة من رزق اليقين)، والمراد به ليس اليقين بالأمور الحسّية بل المقصود الإيمان بالغيب، وكلما ازداد إيمان العبد بالغيب زاد يقينه.
50:10 كيف نتعرض للنفحات الإلهية
الإلتزام بما في الرسالة العملية فهذا أفضل طريق لله.
السيد الشهيد عبدالصاحب الحكيم رحمه الله يرى أنّ النظر في بعض الروايات التي تشتمل على الثواب الكبير للأعمال اليسيرة كاشفٌ عن الله فتح لنا أبوابا كثيرة للخيرة وهي أبواب واسعة.
54:00 كيف نجمع بين عدل الله وبين الاستدراج والإملاء
إذا سُلبت القدرة عن العبد وعوقب على عصيانه فهذا منافٍ للعدل، وأما إذا وهب القدرة وكلّف فهذا لا ينافي العدل بل هو موافق للحكمة؛ فإنه لا حكمة في أن تختبر العبد ولا يوجد أمامه إلا طريق السلامة.
حكمة الاختبار تقتضي الإيجاد والتمكين، وأما الاستدراج يقابله الأخذ على العقوبة، والله يأخذ على المعاصي ولكنه قد يستدرج، وفي تعجيل العقوبة لبعض والتأخير لبعض آخر حكمةٌ علمها عند الله، ولا يجبُ على الحكيم أن يبيّن وجه الحكمة.
لا يصحّ الإعتذار بأنّه قد عجّلت العقوبة؛ لأنّه لو عاد لعاد لما نهي عنه؛ ولأنّه في الحياة قد مكن من العمل الصالح، لكنه اختار طريق الضلال بإرادته.
كما لا يصح الإعتذار بأنّه قد أُمهل ولم تعجّل عقوبته؛ لأنّه لما استدرج ومُكّن وأُمهل لم يسلب منه الاختيار، بل بقي مختاراً، لكنه كما اختار طريق الضلال في أول أمره اختاره في آخر أمره.
1:02:52 قول أمير المؤمنين:" لا يجدُ أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطأه"
الكافي: قول أمير المؤمنين (ع): "لا يجدُ أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطأه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه"
المراد أنّ على المؤمن أن يؤمن بما قدّر الله له، وهو خاص بالقدر الذي ليس من اختيار العبد، وأما القدر الذي من اختيار العبد كأفعال العبد الإختيارية كإقامة الصلاة أو تركها فغير مشمول، والعبد مسؤول عن القدر الإختياري، وأما القدر الخارج عن قدرته فعليه أن يؤمن به.
لا يسعنا أن نشترط في الإيمان إلا ما عليه المؤمنون عامة، وأما الشروط التي أضافها حتى علماء الكلام منا فلا نشترطها، مثل أن يكون الإيمان مستندا إلى الحجة والدليل، ولا نقول أنّ إيمان المستند للحجة كمن لم يستند للحجة.
1:09:10 الجمع بين الروايات المشتملة على لفظ (أفضل الأعمال)
الروايات المشتملة على التفضيل كثيرة وفيها أعمال كثيرة، وهذا موجود حتى في القرآن الكريم، وهي بحاجة إلى علاج عام، وربما تعالج معالجات خاصّة، وربما ذكر تفسيرٌ عام: أضف (من)، فيكون المعنى (من أحسن الأعمال).