نقل آراء مفسري المخالفين

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام
عنوان السؤال: نقل آراء مفسري المخالفين
ابو كرار 2018/05/19 544

لماذا تنقلُ أراء مفسري المخالفين وقد أُمرنا أن نأخذ عن أهل البيت عليهم السلام لا عن غيرهم؟ 

مقطعٌ مقتبسٌ من دروس في تفسير القرآن الكريم شهر رمضان المبارك عام1439  هـ - تفسير سورة البينة - ج 2: http://jaziri.net/view.php?id=299

تارةً تنقلُ كلامهم لتأخذ عنهم وتارة تنقل روايتهم لتعتمدها، وهذا نحوٌ من النقل لأجل الإعتماد منهيٌ عنه، وليس النهيُ نهياً عاماً، إذ كيف تصنعُ بما جاء في بني فضال: "خذوا بما رووا وذروا ما رأوا ".

وهذه المسألة من المسائل التي أثارها صاحبُ البحار رحمه الله، فقد اعترض على ما يصنعه بعض العلماء من نقل روايات المخالفين، وقال بأنّ هذا منهيٌ عن في أخبارنا، فكيف تُنقلُ رواياتهم؟!

وهذا القول من صاحب البحار رحمه الله غير مقبول، وما فعله العلماء رحمهم الله ورحمهُ ورزقنا شفاعتهم وشفاعته، هو الأوفق بالطريق الصحيح؛ فإنّ نقل روايات القوم إذا كان لأجل الاحتجاج ولأجل إظهار بيّنتنا يكونُ أمراً لازماً، نعم لا ينبغي نقل رواياتهم في غير هذا المقام، لا ينبغي نقل رواياتهم في غير مقام معرفة حال ما هو موجود في الساحة الإسلامية في زمن الروايات، والسيّد البروجردي رحمه الله له كلمةٌ و رأيٌ يجري عليه في هذه المسألة: يقول إذا أردنا أن نفهم رواية عن أهل البيت عليهم السلام، فلا بُدّ أن ننظر لنعرف ما هو الموجود في زمانهم؛ لأنّ بعض العبارات تكون بنحو الإشارة، وتكونُ برقيةً لشيءٍ موجودٍ في الساحة، ظاهرٍ يتناقل، والإمام عليه السلام يُعطي إلماحةً لما في الساحة كي يردّه، وإذا لم تكن عارفاً بما هو موجود في زمن الأئمة (ع) فلن تتمكن من التنبه لهذه الإلماحة، فلا بُدّ من الإطلاع لأجل هذه المسألة.

والذي أفاده السيد البروجردي رحمه الله في الجملة كلامٌ وجيه وهو أمرٌ متقنٌ، ولكن نحنُ لا نبالغ فيه وإن كان كلاماً له قيمته.

وأيضاً نَقْل رواياتٍ لأجل الإحتجاج والإلزام أمرٌ لازمٌ، بل وقد فعله حتى صاحب البحار رحمه الله، ولو رجعتم لمباحث الإمامة في البحار لوجدتموه ينقلُ من روايات القوم باستفاضه، وهذا ليس مخالفةً منهُ لما فهمه من الأخبار، بل إنه فَهِمَ كما فَهمَ العلماء بأن هذه الروايات الناهية عن أخذ روايات القوم تقصدُ النهي عن الإعتماد على رواياتهم، لا نقل رواياتهم للإحتجاج أو لمعرفة الظروف التي كان يعيشها المعصومون عليهم السلام في زمان صدور الروايات التي وردت من طُرقنا.

وأمّا في مقام التفسير، فإننا ننقلُ كلامَ كل من نقف عليه في مقام التفسير إذا كان كان كلاماً لعربي، فننظرُ فيه كما ننظرُ في كتب اللغة، فهي محاولةٌ بشريةٌ لاستجلاء المعنى الذي يُستظهرُ من الآية، ونحنُ ندرسُ هذه المحاولة أو الاجتهاد في الأمر اللغوي كما ننظر في كتب اللغة، وهذا ليس تعويلاً أو أخذاً منهم، بل لأجل أن هذا تدبرٌ صادرٌ من عربي (أي عارفٌ باللغة العربية)، فندرسه بدراسة موضوعية كما ندرس الكتب اللغوية في ذلك.



التالي السابق