تفسير سورة الليل (1) |
الشيخ علي الجزيري | تفسير سورة الليل | ليلة 3 رمضان 1444هـ | 24 مارس 2023م
اليوتيوب: • الشيخ علي الجزيري…
00:00 قراءة السورة
02:07 موضوع السورة ذكر صاحب الميزان رحمه الله أنه الإنذار والإنفاق المالي، ويصعب الجزم بأنّ موضوعها الإنذار، والذي يظهر أنه الإنفاق المالي. اشتملت على ثلاثة أقسام وجوابها – حسب رأي عدد من المفسرين – (إن سعيكم لشتى) وهو قائم على نظرية النظم، وهذه النظرية ليست الوحيدة في تشخيص الدلالات، والمتبع في تشخيص دلالة الكلام، وإنما الظهور العرفي، وله شروط ومنها مراعاة القرائن العقلية والمعنوية واللفظية والتأمل في أثرها على الدلالة. ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) : اختلاف الأعمال ليس بالمعنى الذي يحتاج لكل هذه الأقسام، فكيف يكون جواباً لهذه الأقسام إلا [1] أن يُحمل على المعنى المجازي أو [2] أن يُقال أن القسم جاء ليثبت عاقبة الوعد لمن أعطى والوعيد لمن بخل واستغنى، وهذا لا يستقيم مع نظرية النظم.
23:23 تقسيمات الناس بلحاظ الإنفاق
26:15 قوله تعالى: (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ) وأهمية النبر النبر [طريقة إبراز الصوت] من القرائن المؤثرة في دلالة الكلام، وهو في القرآن يكان يكون مفقودا. النبر الأول: النفي: لا يغني عنه ماله إذا تردّى. النبر الثاني: السؤال الإنكاري: مالذي ينفعه ماله إذا هلك. في قواعد التحرير الحالية يُراعى النبر (باستخدام علامات الترقيم)، ولكن في التحرير في زمان كتابة القرآن لا يراعى النبر. قرّاء القرآن في أيامنا لا يراعون النبراء، وعادة يقرأون بنبرة واحدة لا تُراعي النبر، والنبرة لم تنقل لنا للأسف. فرع فقهي: بأي نبرٍ يُقرأ القرآن؟
35:24 قوله: (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ) تفيد الضدّية: نحنُ مُلزَمون بالهُدى، بحسب ما تحتمة الحكمة الإلهيّة. الإلزام عادة يقع إمّا لصدوره من جهة لها السيادة أو لما يقتضيه صفة الفاعل (اقتضاء الصفة لصدور الفعل على وجه الحتميّة على لا على صفة الجبريّة). صلة الآية بما قبلها: يُمكن أن يقال أن الوعد والوعيد هدى. للسيد الطباطبائي رحمه الله أراء تشبث بها في تفسيره، وهي أفكار نفيسة من ناحية علميّة، ومنها حديثه عن الهداية [الهداية التكوينية وتشمل: (الإرائية إراءة الطريق، الإيصالية) والهداية التشريعيّة: وفيها أمرٌ ونهي]. الهداية في الآية: ذهب العلامة لكونها التكوينية وأن المقصود بها الإراءة وفسّر بموجبها ما يُهدى إليه.
46:05 قوله تعالى: (وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىٰ) علة تقديم الآخرة على الأولى إما أن يكون رعاية للفاصلة أو لجهة بلاغية ترتبط بشرافة الآخرة.
47:28 قوله تعالى: (فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ) التخويف من نارٍ تتلظى، لا يصلاها إلا الأشقى، وحمل العلامة الصلي على الخلود، دون أن يبيّن الوجه. ذهب العلامة رحمه الله لكون (الأشقى) ناظرة للصنف لا الفرد، والأتقى ليس من هذا الصنف. حال رسول الله (ص) الذي هو المنجي من النار لم يُرى بعدها ضاحكاً أبدا.
53:19 قوله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَ) الأتقى ناظرة للصنف أيضاً، وهو صنفٌ خاصٌ من المؤمنين (الذي يؤتي ماله يتزكى)، وقد سكتت الآية قسم آخر من المؤمنين الذي ورد دخولهم في النار.
59:40 قوله تعالى: (وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ) لا يعطي المال ردّا لجميل، وإنما ابتغاءً لوجه الله (استثناء منقطع لعدم دخولها في النعمة التي تُجزى). استهجان السيّد الخوئي رحمه الله من التعبير بالاستثناء المنقطع، ولكلامه أصل في كتب القدماء وكلامه صحيح إلا أنه لا يصحّ أن يعترض به على الاستثناء المنقطع.
1:05:06 نهاية الدرس وطرح الأسئلة
1:05:07 سؤال : ما وجه مخالفتكم لتقسيم الهداية الواردة عن السيد الطباطبائي رحمه الله ؟ بحث طويل، ننوي أن نبحثه بشكل موسّع في هذا العام إن شاء الله.
1:05:53 ألا نحتاج للنبر في الروايات أيضا؟ كل كتاب وصل إلينا محرراً فنحتاج للنبر المناسب، وفي الروايات الأمر أسهل حيث يضع الراوي كلمة تنبّه على النبر المناسب. شاهد تطبيقي: وجود ما هو أخفى من النبر وقد نُقل لنا. يحتاج العالم لتتبع النبر المناسب، وباب الدراسة مفتوح. لا يُعقل الجمع بين الإنشاء والإخبار كما عند صاحب الكفاية رحمه الله، فإذا عالجت التعقّل فيسعُ الجمع، والسيّد الخوئي جوّز حمل الكلام على معنيين بشرط وجود قرينة قويّة على إرادة الجمع.
1:18:10 هل نُقِلَ النَبر في الروايات الشريفة؟ لم يقم المسلمون بأداء واجبهم فيما هو أعظم من مسألة النبر، والجيل الأول لم ينقل لنا كل شيء وصله.