الشيخ علي الجزيري | درس ليلة الجمعة 22 ربيع الأول 1443هـ  الموافق 28 أكتوبر 2021م

اليوتيوب: https://youtu.be/Id8FVJSaru4

الموقع: http://jaziri.net/view.php?id=819

0:00  المقدمة

03:03ما هو الفرق بين السيرة و السنة النبوية؟

في أصل اللغة بمعنى واحد أو متقارب، وتشير للطريقة، وأما الاصطلاح فيختلف حسب المصطلحون.

فالسنة عند علماء أصول الفقه: فعل المعصوم وقوله وتقريرة، ونظرهم في ذلك للحجة الصادرة عن المعصوم (ع).

وعند علماء الحديث:  فعل المعصوم وقوله وتقريرة وصفته الخَلقية والخُلقية من طريق النقل.

وأما السيرة فعند علماء التاريخ فتشير إلى الأحداث الواقعة في زمن النبي (ص) أو زمن أهل البيت (ع)، وأكثر ما جاء عند علماء السنة فيشير إلى قول النبي (ص) وفعله وتقريرة، وأما علماء الشيعة فيوسع الإشارة للمعصوم (ع).

إن الوقوف على السنة تعبيرٌ عن الوفاء لرسول الله (ص) وقد تكلّم العلماء في وجوب تعظيمة (ص) ومن تعظيمه معرفة سيرته، ويكفيك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
المعنى الذي يصحّ به وصف فعل الله وملائكته والمؤمنين هو التعظيم والتكريم والتمجيد، ومن تمجيده الوقوف على سيرته.
للشيخ الأنصاري بحثٌ حول لزوم معرفة كمالاته ضَمّنه أدلة عقلية ونقلية. 

14:00  نماذج من الآيات القرآنية للتعرّف على السيرة النبوية

الآيات التي فيها حديثٌ عن الأحداث كثيرة في القرآن.

في الآيات إشارة لبيان مقامه الشريف وبيان أحداث وقعت في حياته ومن ذلك قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ  وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) التي تبيّن سيرته مع عامة المسلمين وأنه كان حسن المعاملة. ومن الآيات ما يبيّن حال الناس من حوله ومن ذلك آية المناجاة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) وقد بادر علي (ع) للتصدق وذهب للمناجاة وأحجم من سواه، وقد قرّعهم القرآن بتقريعٍ في غاية اللطف من حيث الدلالة البلاغية، مع أن الصدقة نكرة في سياق الإثبات تصدق على الكثير والقليل.

ومن ذلك أيضاً الآيات التي جعلت الناس من حوله ثلاث فرق:
الأولى: (الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّه) والثانية: التي ترفع صوتها فوق صوت النبي (ص) وقد هددها القرآن بحبط العمل (أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)  والثالثة: (الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).

21:36 طريق التعرف على سيرته (ص) مع وجود المتشابهات

القرآن الكريم كتاب أنزل للبيان والهدى ووجود المتشابهات لا يسلبه صفة الهدى والبيان، لأنها تردّ إلى المحكمات.

الآيات المتشابهات في موضوع السيرة إن لم تكن معدومة فهي نادرة.

23:22 نماذج من الروايات التي بيّنت سيرة النبي (ص)

الروايات كثيرة، وقد كتبت الكثير من الكتب التي تجمع الروايات التي تبين سيرة النبي (ص) ومن ذلك كتاب [السيرة النبوية برواية أئمة أهل البيت (ع)] للشيخ علي دعموش العاملي.

من سيرته في الروايات ما جاء في وصفه صلى الله عليه وآله في نهج البلاغة على لسان أمير المؤمنين (ع).

ومن ذلك ما جاء الروايات الصحيحة من صلاته بالملائكة والأنبياء (ع) في رحلة الإسراء.

26:45 ما هي الأهمية العلمية للروايات الشريفة في السيرة؟

هذا السؤال يشبه السؤال حول أقسام التفاسير.

تارة ينظر للقيمة  العلمية بلحظاظ الشرف فيكون ما جاء في القرآن أعلى، يليه ما جاء في الروايات الشريفه ثم التاريخ.

وتارة ينظر للجانب الإثباتي فالمسألة منوطة بدرجة الاحتمال، فالتراتبية أولاً لما يورث اليقين وثانيًا لما يورث الاطمئنان.

30:47 ما هي القيمة العلمية للنقولات التي كتبها المؤرخون العامة كتاريخ الطبري؟

التاريخ وصل إلينا من طريق مؤرخين معروفين، ولكن ذلك لا يمنع الجمع ما جاء في هذه التواريخ ففيها ما يورث اليقين لا من جهة التواتر بل من جهة دراسة العلاقة بين الأخبار مما يشهد بصدق الأخبار الأخرى.

الأخبار التاريخية الواردة في كتب التاريخ قد تصل إلى حد التواتر بلحاظ عدد المؤرخين بضمها إلى ما نقله غيرهم.

العمدة في الباب لتحصيل اليقين أو الاطمئنان: ملاحظة القرائن وتراكمها الموجب لحصول الاطمئنان أو اليقين بالنسبة للخبير، وهو كثير.  

34:44 كتب بعض المستشرقين ما لا يلائم شخصية النبي (ص)، فما هو معتمدهم؟

لا نعوّل على ما ينقلون، وأما مصادر نقله فيجوز أن يكون من مخترعاته أو المصادر التي أساءت للنبي (ص) من أجل تمجيد بعض الشخصيات في التاريخ.

38:46 ما هي أدوار النبي صلى الله عليه و آله في مرحلة الصغر؟

طفولته وصباه مراحل، ومن أراد أن يكتب في السيرة فيمكنه أن يصنف في كل مرحلة ويمكنه أن يجعلها مرحلة واحدة فله ذلك.

40:30 ما ورد في روايات البعثة حول الخوف الذي كان يعتري النبي (ص) من جبرائيل (ع) 

ورد ذلك في روايات غيرنا، وأما في رواياتنا فإنّ جبرائيل إذا أراد الدخول على النبي (ص) فإنه يستأذن منه، وقد أمر جبرائيل (ع) بالصلاة على نبينا (ص).

شرح للصلاة الإبراهيمية وفوائد حول مقام النبي (ص) العظيم.

تصبب العرق عند نزول الوحي لا يدلّ على أن جبرئيل (ع) أعظم قدراً من النبي (ص) وإنما هي طبيعة جسمه البشري.

46:07 ما هو السر في انقسام الدعوة إلى سرية و جهرية؟

كيفية دعوته تابعة للظروف المحيطة.

48:38 هل كانت حروب النبي صلى الله عليه دفاعية أم هجومية؟

الحروب التي خاضها رسول الله "صلى الله عليه و آله" ليست بذات ظروف واحدة ففي بدر مثلاً وجدت ظروف اقتضت حرباً ، فهل تصنّف بأنها حرب إبتدائية أو حرب استرداد حق، وهي مسألة مرتبطة بالتصنيف. وفي أحد والأحزاب – كما يظهر من الموقع- تصنيفها واضح.

في معارك مثل مؤتة وتبوك وخيبر فمن الجائز في العقل أنّ تكون هذه الحروب قد ابتدأ بها المسلمون من باب ما يُسمّى في المصطلح الحديث بحماية الأمن القومي، ويشهدُ لذلك خطبة أمير المؤمنين (ع) في استنهاض الناس للقتال بعد هجوم القوم على الأنبار.

57:33 ما هي حقيقة كون النبي صلى الله عليه (لا يقرأ و لا يكتب)؟

جاء وصفه بالأمي في القرآن الكريم، وفهم بعض المسلمين من ذلك أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، واستشهدوا أيضاً بآية (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ)، وأكثر هؤلاء من السنة ويوجد من السنة من ينكر عليهم، وأكثر الشيعة على أنه يُحسن القراءة والكتابة ويوجد من خالف منهم، ومن الشيعة من فصّل كالشيخ المفيد رحمه الله بالتمييز بين فترة ما قبل الوحي وما بعده.

تعرضنا لهذا البحث بشكل تفصيلي في كتاب إحسان النبي (صلّى الله عليه وآله) القراءة والكتابة، والذي رجحناه أنه (ص) أنه كان يُحسن القراءة والكتابة ولنا على ذلك أدلة منها أنه عيبة علم الله وأن (ص) ما أظهر الله علماً لأحد من الخلق إلا وأظهره عليه، وغيرها.