|١٠ رجب ١٤٤٤هـ || النجف الأشرف

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام

|١٠ رجب ١٤٤٤هـ || النجف الأشرف

2023/11/29 67


تحميل

الشيخ علي الجزيري | درس ليلة الخميس 10 رجب 1444 هـ - الموافق 1 فبراير 2023م

اليوتيوب:    • الشيخ علي الجزيري  ||١٠ رجب ١٤٤٤هـ ||...  

00:00 مناقب أمير المؤمنين (ع) في صحيح البخاري حديث: (اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ مَرَّتَيْنِ) يوجد عبث في نقل ألفاظ الحديث في البخاري: (هَذَا فُلَانٌ، لِأَمِيرِ الْمَدِينَةِ، يَدْعُو عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ)؛ فهل فهم سهل الدعاء أم القدح؟! ذهاب النبي (ص) بنفسه لبيت أمير المؤمنين (ع) فيه منقبة لمن يزوره، والسؤال عنه يدل على عناية خاصّة به. ذهاب النبي (ص) في طلب علي (ع) إلى المسجد يشتمل على مزيد عناية منه (ص). مسحه للتراب عنه وايقاضه بلطف وتكنيته فيها دلالة على مزيد العناية والتكريم وشدة اللطف، والحديث يفيض بالعطف والحنان بعلي (ع). إن كانت العيون تعمى عن هذه المنقبة، فما لهذه العيون العمياء من رجاء في النظر وقد عميت عنها عيون قوم كابن حزم. منشأ التكنية: (وهو الظاهر) التراب الملتصق بأمير المؤمنين (ع): إما أن يحمل على نوعٍ من الملاطفة (لاظهار عطفه وشفقته بأمير المؤمنين (ع) وإما أن يحمل على وجه اللطف لا الملاطفة). عطفه (ص) على أمير المؤمنين (ع) له ما يوجبه وما يصححه وهو أهلية المحل (وضع الشيء في محله). أو أن يكون المنشأ نكتة أخرى استدعت اظهار التكنية وإن كانت ليست سبباً لذلك. في صحيح البخاري أحاديث تشتمل على أكثر من منقبة لأمير المؤمنين (ع) مع أنه لم يستوقي جميع مناقبه، فكيف ساغ لابن حزم أن يقول بأنه لم يصح منها إلا ثلاثة ونصّ كلامه: "الذي صح في فضائل علي فهو [1] قول رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي). و [2] قوله: (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). وهذه صفة واجبة لكل مسلم مؤمن وفاضل. و [3] عهده - صلى الله عليه [وآله] وسلم -: (إن عليا لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق). وقد صح مثل هذا في الأنصار - رضي الله عنهم - أنه لا يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الآخر. وأما من كنت مولاه لعلي مولاه، فلا يصح من طريق الثقات أصلا. وأما سائر الأحاديث التي تتعلق بها الروافض، فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلتها".

25:02 هل طلب الإيمان من المؤمن تحصيلٌ للحاصل؟ سؤالٌ تعرض له علماء المسلمين منذ القدم ووضعوا وجوهاً محتملة، منها: الأول: أن المقصود خطاب من اتصف بأصل الإيمان ليؤمن بالدرجة العالية من الإيمان (يا مَنْ نَجحتَ تفوّق). الثاني: المراد بالإيمان الذي هم عليه: ما يحقق شرط وعدهم بالجنة، والإيمان المطلوب: هو التسليم المطلق لله ورسوله (ص)، يقول تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). الثالث: أن العنوان في القرآن يأتي بعنوان الإسلام (إظهار الشهادتين) ويأتي لمن صدّق قلبه لسانه، وقد طلب من المقرين بالشهادة الإذعان القلبي، والعنوان الأول غير كافٍ في تحصيل الوعد بدخول الجنة. الرابع: الإيمان الأول حدوث الإيمان والثاني بقاءه ومكثه، وهو الإيمان المطلوب.

34:30 كيف نتأكد من صحة الدين الإسلامي؟ سواء كان السائل مسلماً أو غير مسلم، فالجواب من وجهين. الوجه الأول: أنّ الدليل معنا، وهذا بحث تخصصي كُتبت الكتب في إثباته وجمعت فيها أصناف من الأدلة. والثاني: ما جاء عن الإمام الرضا (ع)، ومفاده أننا لو عجزنا عن تشخيص الحال، فنجاتنا مضمونة في كل حال، ومن لم يضمن النجاة عليه بأن يبحث عنها. إذا لم يجد السائل في جوابنا دليلاً مقنعاً يشفي الغليل، فليلتمس ذلك من الكتب المعنية بهذا المبحث. يُوجد دليل يقودنا إلى البحث والنظر ويُوجد دليل يقودنا إلى يثبت أن الحق معنا. ضرورة البحث والنظر: مقتضى فطرة الإنسان عند إحتمال تعرضه للضرر للشديد المهلك، ما يدفع المرء لدفع الضرر عنه، وخطر الآخرة أولى بأن يُدفع. عبارة طريفة للشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتاب الدين والإسلام للرد على من يُنكر البديهيات. اللّهمَّ عرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، اللّهمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، أَللّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي عند اثبات الصانع الحكيم ننتقل إلى اثبات النبوات، من خلال كوننا نجد في أنفسنا الاختيار الذي توصلنا إلى الأحسن، واختيار الأحسن لا يتأتى إلا بمعرفة الأحسن، وهي أمر غير متيسر بالاستناد إلى العقل وحده. أرسل الله الأنبياء تحقيقاً للحكمة ويؤيدهم بالمعجز لإيصال الحكمة إلى حدّ الفعليّة، ما يجعلنا نتأمل في صاحب المعجزة ومعزاته. وجوه إعجاز القرآن كثيرة ومنها أمور كاشتماله على الإخبار بالمغيبات، وبلاغة القرآن وغيرها.

1:05:00 علّة التكنية بأبي تراب عبدالباقي العمري: خلق الله آدما من تراب. فهو ابن له وأنت أبوه التكنية فعل ووجها لا يعلم إلا من وجه صاحبه أو من أظهره الله على ذلك، والطريق لذلك منحصر بالنقل، والاحتمالات متعددة وليست في مستوى واحدٍ. لا يعوّل على أخبار الآحاد في الأمور المعرفيّة، وليس معنى ذلك أننا ننفي صدروها. روايات تفسير علي بن إبراهيم ذات قيمة عندنا، وإن كنا نختلف مع السيد الخوئي رحمه الله في مقدار التعويل عليه. لا نتعاطى مع الرواية بمنطق: صحيحٌ أو ضعيف أو حجة أو غير حجة، بل نقول إن الفحص أوصلها إما إلى حد التبيّن أو أنّ لها قيمة، وقد يوجد ما يعزز هذه القيمة أو يضعهفا. نحتاج لاستقصاءٍ أكبر لهذه الروايات ودراسة دلالتها.


التالي السابق